Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 33-33)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه مسألتان : الأولى قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } لما بيّن حال الكفار أمر المؤمنين بلزوم الطاعة في أوامره والرسول في سننه . { وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } أي حسناتكم بالمعاصي قاله الحسن . وقال الزُّهْرِي : بالكبائر . ابن جريج : بالرياء والسمعة وقال مقاتل والثُّمَالِيّ : بالمَنّ وهو خطاب لمن كان يمنّ على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه . وكله متقارب ، وقول الحسن يجمعه . وفيه إشارة إلى أن الكبائر تحبط الطاعات ، والمعاصي تخرج عن الإيمان . الثانية احتج علماؤنا وغيرهم بهذه الآية على أن التحلل من التطوّع صلاةً كان أو صوماً بعد التلبس به لا يجوز لأن فيه إبطال العمل وقد نهى الله عنه . وقال من أجاز ذلك وهو الإمام الشافعي وغيره ـ : المراد بذلك إبطال ثواب العمل المفروض فنهى الرجل عن إحباط ثوابه . فأمّا ما كان نفلاً فلا لأنه ليس واجباً عليه . فإن زعموا أن اللفظ عام فالعام يجوز تخصيصه . ووجه تخصيصه أن النفل تطوّع ، والتطوّع يقتضي تخييراً . وعن أبي العالية كانوا يرون أنه لا يضر مع الإسلام ذنب حتى نزلت هذه الآية فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال . وقال مقاتل : يقول الله تعالى إذا عصيتم الرسول فقد أبطلتم أعمالكم .