Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 3-3)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ } أي يخفِضون أصواتهم عنده إذا تكلموا إجلالاً له ، أو كلموا غيره بين يديه إجلالاً له . قال أبو هريرة : لما نزلت { لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ } قال أبو بكر رضي الله عنه : والله لا أرفع صوتي إلا كأخي السِّرَار . وذكر سنيد قال : حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال : لما نزلت : { لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } قال أبو بكر : والذي بعثك بالحق لا أكلمك بعد هذا إلا كأخي السِّرار . وقال عبد الله بن الزبير : لما نزلت : { لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ } ما حدث عمر عند النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فسمع كلامه حتى يستفهمه مما يخفض فنزلت : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ } . قال الفراء : أي أخلصها للتقوى . وقال الأخفش : أي اختصها للتَّقْوَى . وقال ابن عباس : « ٱمْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى » طهّرهم من كل قبيح ، وجعل في قلوبهم الخوف من الله والتقوى . وقال عمر رضي الله عنه : أذهب عن قلوبهم الشهوات . والامتحان افتعال من مَحَنْتُ الأدِيمَ مَحْناً حتى أوسعته . فمعنى ٱمتحن الله قلوبهم للتقوى وسّعها وشرحها للتقوى . وعلى الأقوال المتقدمة : امتحن قلوبهم فأخلصها كقولك : امتحنت الفضة أي اختبرتها حتى خلصت . ففي الكلام حذف يدل عليه الكلام ، وهو الإخلاص . وقال أبو عمرو : كل شيء جَهَدته فقد محنته . وأنشد : @ أتت رذايَا بادِياً كَلالها قد محنت واضطربت آطالها @@ { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } .