Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 17-17)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ } تقدّم في آخر « النساء » بيانه والقول فيه . وكفر النصارى في دلالة هذا الكلام إنما كان بقولهم : إن الله هو المسيح ابن مريم على جهة الدينونة به لأنهم لو قالوه على جهة الحكاية منكرين له لم يكفروا . { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي من أمر الله . و « يَمْلِكُ » بمعنى يقدِر من قولهم ملكت على فلان أمره أي ٱقتدرت عليه . أي فمن يقدِر أن يمنع من ذلك شيئاً ؟ فأعلم الله تعالى أن المسيح لو كان إلهاً لقدر على دفع ما ينزل به أو بغيره ، وقد أمات أُمه ولم يتمكن من دفع الموت عنها فلو أهلكه هو أيضاً فمن يدفعه عن ذلك أو يرده . { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } والمسيح وأُمه بينهما مخلوقان محدودان محصوران ، وما أحاط به الحدّ والنهاية لا يصلح للإلٰهيّة . وقال : { وَمَا بَيْنَهُمَا } ولم يقل وما بينهن لأنه أراد النوعين والصنفين كما قال الراعي : @ طَرَقَا فتلك هَمَاهِمي أقْرِيهما قُلُصا لَواقِحَ كالقِسِيّ وحُولا @@ فقال : « طرقاً » ثم قال : « فتلك هماهِمِي » . { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } عيسى من أُم بلا أب آية لعباده .