Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 19-19)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالىٰ : { يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا } . يعني محمداً صلى الله عليه وسلم . { يُبَيِّنُ لَكُمْ } ٱنقطاع حجتهم حتى لا يقولوا غداً ما جاءنا رسول . { عَلَىٰ فَتْرَةٍ مَّنَ ٱلرُّسُلِ } أي سكون يُقال فَتَر الشيء سكن . وقيل : { عَلَىٰ فَتْرَةٍ } على ٱنقطاع ما بين النبيّين عن أبي عليّ وجماعة أهل العلم ، حكاه الرمّاني قال : والأصل فيها ٱنقطاع العمل عما كان عليه من الجِدّ فيه ، من قولهم : فَتَر عن عمله وفَتَّرته عنه . ومنه فَتَر الماءُ إذا ٱنقطع عما كان من السُّخُونة إلى البرد . وٱمرأة فاتِرة الطرف أي منقطعة عن حِدة النظر . وفتور البدن كفتور الماء . وٱلفِتْر ما بين السّبابة والإبهام إذا فتحتهما . والمعنى أي مضت للرسل مدّة قبله . وٱختلِف في قدر مدّة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد في كتاب « الطبقات » عن ٱبن عباس قال : كان بين موسى بن عمِران وعيسى ابن مريم عليهما السَّلام ألف سنة وسبعمائة سنة ، ولم يكن بينهما فترة ، وأنه أرسل بينهما ألف نبيّ من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم . وكان بين ميلاد عيسىٰ والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وسِتون سنة ، بعث في أوّلها ثلاثة أنبياء وهو قوله تعالىٰ : { إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } [ يۤس : 14 ] والذي عزز به « شمعون » وكان من الحواريين . وكانت الفترة التي لم يبعث الله فيها رسولاً أربعمائة سنة وأربعاً وثلاثين سنة . وذكر الكلبيّ أن بين عيسى ومحمد عليهما السَّلام خمسمائة سنة وتسعاً وستين ، وبينهما أربعة أنبياء واحد من العرب من بني عَبْس وهو خالد بن سِنان . قال القُشيريّ : ومثل هذا مما لا يعلم إلاَّ بخبر صِدق . وقال قتادة : كان بين عيسى ومحمد عليهما السَّلام ستمائة سنة وقاله مقاتل والضحاك ووهب بن منبه ، إلاَّ أن وهبا زاد عشرين سنة . وعن الضحاك أيضاً أربعمائة وبضع وثلاثون سنة . وذكر ٱبن سعد عن عِكرمة قال : بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الإسلام . قال ٱبن سعد : أخبرنا محمد بن عمرو بن واقد الأسلميّ عن غير واحد قالوا : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، والقرن مائة سنة ، وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون ، والقرن مائة سنة ، وبين إبراهيم وموسى بن عِمران عشرة قرون ، والقرن مائة سنة فهذا ما بين آدم ومحمد عليهما السَّلام من القرون والسنين . والله أعلم . { أَن تَقُولُواْ } أي لئلا أو كراهية أن تقولوا فهو في موضع نصب . { مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ } أي مبشر . { وَلاَ نَذِيرٍ } أي مُنذِر . ويجوز { مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ } على الموضع . قال ابن عباس : قال معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب لليهود يا معشر يهود ٱتقوا الله ، فوالله إنكم لتعلمون أن محمداً رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه بصفته فقالوا : ما أنزل الله من كتاب بعد موسى ولا أرسل بعده من بشير ولا نذير فنزلت الآية : { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } على إرسال من شاء من خلقه . وقيل : قدير على إنجاز ما بَشّر به وأَنذر منه .