Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 69-69)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقدم الكلام في هذا كله فلا معنى لإعادته . { وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } معطوف ، وكذا { وَٱلصَّابِئُونَ } معطوف على المضمر في « هَادُوا » في قول الكسائي والأخفش . قال النحاس : سمعت الزجاج يقول وقد ذكر له قول الأخفش والكسائي : هذا خطأ من جهتين إحداهما أن المضمر المرفوع يقبح العطف عليه حتى يؤكَّد . والجهة الأُخرى أن المعطوف شريك المعطوف عليه فيصير المعنى أن الصابئين قد دخلوا في اليهودية وهذا محال . وقال الفرّاء : إنما جاز الرفع في « وَالصَّابِئُونَ » لأن « إنّ » ضعيفة فلا تؤثر إلا في الاسم دون الخبر و « الَّذِين » هنا لا يتبيّن فيه الإعراب فجرى على جهة واحدة الأمران ، فجاز رفع الصابئين رجوعاً إلى أصل الكلام . قال الزّجاج : وسبيل ما يتبيّن فيه الإعراب وما لا يتبيّن فيه الإعراب واحد . وقال الخليل وسيبويه : الرفع محمول على التقديم والتأخير والتقدير : إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون والنصارى كذلك . وأنشد سيبويه وهو نظيره : @ وإلاّ فٱعلموا أَنَّا وأنتم بُغَاةٌ ما بَقِيْنَا في شِقَاقِ @@ وقال ضَابِىء البُرْجُمي : @ فمن يكُ أمسى بالمدينةِ رَحْلُه فإنّى وَقَيَّارٌ بِها لَغَريبُ @@ وقيل : « إنّ » بمعنى « نَعَم » فالصابئون مرتفع بالإبتداء ، وحذف الخبر لدلالة الثاني عليه ، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام وٱنقضاء الاسم والخبر . وقال قيس الرقيات : @ بَكرَ العواذِلُ في الصَّبا حِ يَلُمْنَني وأَلُومُهُنَّهْ ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلاَ كَ وقد كبِرت فقلت إنّهْ @@ قال الأخفش : « إنَّه » بمعنى « نَعَم » ، وهذه « الهاء » أدخلت للسكت .