Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 88-88)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً } فيه مسألة واحدة : الأكل في هذه الآية عبارة عن التمتع بالأكل والشرب واللباس والركوب ونحو ذلك . وخصّ الأكل بالذكر لأنه أعظم المقصود وأخص الانتفاعات بالإنسان . وسيأتي بيان حكم الأكل والشرب واللباس في « الأعراف » إن شاء الله تعالى . وأما شهوة الأشياء الملذة ، ومنازعة النفس إلى طلب الأنواع الشهية ، فمذاهب الناس في تمكين النفس منها مختلفة فمنهم من يرى صرف النفس عنها وقهرها عن اتباع شهواتها أَحْرى ليذل له قيادها ، ويهون عليه عنادها فإنه إذا أعطاها المراد يصير أسير شهواتها ، . ومنقاداً بانقيادها . حُكي أن أبا حازم كان يمرّ على الفاكهة فيشتهيها فيقول : موعِدك الجنة . وقال آخرون : تمكين النفس من لذاتها أولى لما فيه من ارتياحها ونشاطها بإدراك إرادتها . وقال آخرون : بل التوسط في ذلك أولى لأن في إعطائها ذلك مرة ومنعها أُخرى جمع بين الأمرين وذلك النّصف من غير شَيْن . وتقدّم معنى الاعتداء والرزق في « البقرة » والحمد لله .