Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 23-26)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ } أي ما هي يعني هذه الأوثان { إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ } يعني نحتموها وسميتموها آلهة . { أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم } أي قلدتموهم في ذلك . { مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } أي ما أنزل الله بها من حجة ولا برهان . { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } عاد من الخطاب إلى الخبر أي ما يتبع هؤلاء إلى الظن . { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } أي تميل إليه . وقراءة العامة { يَتَّبِعُونَ } بالياء . وقرأ عيسى بن عمر وأيوب وٱبن السَّمَيْقَع « تَتَّبِعُونَ » بالتاء على الخطاب . وهي قراءة ٱبن مسعود وٱبن عباس . { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } أي البيان من جهة الرسول أنها ليست بآلهة . { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } أي ٱشتهى أي ليس ذلك له . وقيل : { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من البنين أي يكون له دون البنات . وقيل : { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من غير جزاء ! ليس الأمر كذلك . وقيل : { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من النبوّة أن تكون فيه دون غيره . وقيل : { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من شفاعة الأصنام نزلت في النضر بن الحرث . وقيل : في الوليد بن المغيرة . وقيل : في سائر الكفار . { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } يعطي من يشاء ويمنع من يشاء لا ما تمنى أحد . قوله تعالى : { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } هذا توبيخ من الله تعالى لمن عبد الملائكة والأصنام ، وزعم أن ذلك يقرّبه إلى اللَّه تعالى ، فأعلم أن الملائكة مع كثرة عبادتها وكرامتهم على الله لا تشفع إلا لمن أذن أن يشفع له . قال الأخفش : الملَك واحد ومعناه جمع وهو كقوله تعالى : { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [ الحاقة : 47 ] . وقيل : إنما ذكر ملَكاً واحداً ، لأن كَمْ تدل على الجمع .