Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 124-124)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ } بيّن شيئاً آخر من جهلهم ، وهو أنهم قالوا لن نؤمن حتى نكون أنبياء ، فنؤتَى مثل ما أوتي موسى وعيسى من الآيات ونظيره « بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً » . والكناية في « جاءتهم » ترجع إلى الأكابر الذين جرى ذكرهم . قال الوليد بن المغيرة : لو كانت النبوّة حقًّا لكنت أوْلَى بها منك لأني أكبر منك سِنًّا ، وأكثر منك مالا . وقال أبو جهل : والله لا نرضى به ولا نتبعه أبداً ، إلا أن يأتينا وَحْيٌ كما يأتيه فنزلت الآية . وقيل : لم يطلبوا النبوّة ولكن قالوا لا نصدّقك حتى يأتينا جبريل والملائكة يخبروننا بصدقك . والأوّل أصح لأن الله تعالى قال : { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } أي بمن هو مأمون عليها وموضع لها . و « حيث » ليس ظرفاً هنا ، بل هو ٱسم نُصب نَصب المفعول به على الاتساع أي اللَّهُ أعلم أهلَ الرسالة . وكان الأصل الله أعلم بمواضع رسالته ، ثم حذف الحرف ، ولا يجوز أن يعمل « أعلم » في « حيث » ويكون ظرفاً ، لأن المعنى يكون على ذلك الله أعلم في هذا الموضِع ، وذلك لا يجوز أن يوصف به الباري تعالى ، وإنما موضعها نصب بفعل مضمر دَلّ عليه « أعلم » . وهي اسم كما ذكرنا . والصَّغار : الضَّيْم والذل والهوان ، وكذلك الصُّغر بالضم . والمصدر الصَّغَر بالتحريك . وأصله من الصِّغَر دون الكبر فكأنّ الذلّ يصغّر إلى المرء نفسه ، وقيل : أصله من الصَّغَر وهو الرضا بالذل يقال منه : صَغَر يَصْغُر بفتح الغين في الماضي وضمها في المستقبل . وصَغِر بالكسر يصْغَر بالفتح لغتانِ ، صَغَراً وصَغاراً ، واسم الفاعل صاغِر وصغير . والصاغر : الراضي بالضيم . والمَصْغُوراء الصِّغار . وأرض مُصْغِرَة : نبتها لم يَطُل عن ٱبن السِّكّيت . { عِندَ ٱللَّهِ } أي من عند الله ، فحذف . وقيل : فيه تقديم وتأخير ، أي سيصيب الذين أجرموا عند الله صغار . الفراء : سيصيب الذين أجرموا صغار من الله . وقيل : المعنى سيصيب الذين أجرموا صغار ثابت عند الله . قال النحاس : وهذا أحسن الأقوال لأن « عند » في موضعها .