Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 140-140)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر بخسرانهم لِوَأْدِهِم البنات وتحريمهم البَحِيرة وغيرها بعقولهم فقتلوا أولادهم سَفَهاً خوف الإملاق ، وحجروا على أنفسهم في أموالهم ولم يخشُوا الإملاق فأبان ذلك عن تناقض رأيهم . قلت : إنه كان من العرب من يقتل ولده خَشْية الإملاق كما ذكر الله عز وجل في غير هذا الموضع . وكان منهم من يقتله سَفهاً بغير حجة منهم في قتلهم وهم ربيعة ومُضَر ، كانوا يقتلون بناتهم لأجل الحَمِيّة . ومنهم من يقول : الملائكة بنات الله فألحقوا البنات بالبنات . " ورُوِي أن رجلاً من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يزال مغتماً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مالك تكون محزوناً » ؟ فقال : يا رسول الله ، إني أذنبت ذنباً في الجاهلية فأخاف ألاّ يغفره الله لي وإن أسلمتٰ فقال له : « أخبرني عن ذنبك » . فقال : يا رسول الله ، إني كنت من الذين يقتلون بناتهم ، فوُلِدَت لي بِنت فتشفّعْت إليّ ٱمرأتي أن أتركها فتركتها حتى كبِرْت وأدركتْ ، وصارت من أجمل النساء فخطبوها فدخلتني الحَمِيّة ولم يحتمل قلبي أن أزوّجها أو أتركها في البيت بغير زوج ، فقلت للمرأة : إني أريد أن أذهب إلى قبِيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي فٱبعثيها معي ، فسُرّت بذلك وزينتها بالثياب والحُلِيّ ، وأخذت عليّ المواثيق بألاّ أخونها ، فذهبتُ بها إلى رأس بئر فنظرت في البئر ففطِنت الجارية أني أريد أن ألقِيها في البئر فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول : يا أبتٰ أيْشِ تريد أن تفعل بيٰ فرحمتها ، ثم نظرتُ في البئر فدخلت عليّ الحمِيّة ، ثم التزمتني وجعلت تقول : يا أبت لا تضيّع أمانة أمِّي فجعلت مرةً أنظر في البئر ومرّة أنظر إليها فأرحمها ، حتى غلبني الشيطان فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسةً ، وهي تنادي في البئر : يا أبت ، قتلتني . فمكثتُ هناك حتى ٱنقطع صوتُها فرجعتُ . فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقال : « لو أُمِرْتُ أن أعاقب أحداً بما فعل في الجاهلية لعاقبتك » " .