Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 154-155)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالىٰ : { ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } مفعولان . { تَمَاماً } مفعول من أجله أو مصدر . { عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } قرىء بالنصب والرفع . فمن رفع وهي قراءة يحيى بن يَعْمَر وابن أبي إسحاق فعلى تقدير : تماماً على الذي هو أحسنُ . قال المهدوِيّ : وفيه بعدٌ من أجل حذف المبتدأ العائد على الذي . وحكى سيبويه عن الخليل أنه سمع « ما أنا بالذي قائل لك شيئاً » . ومن نصب فعلى أنه فعل ماض داخل في الصِّلة هذا قول البصريين . وأجاز الكسائي والفرّاء أن يكون اسماً نعتاً للذي . وأجازا « مررت بالذي أخيك » ينعتان الذي بالمعرفة وما قاربها . قال النحاس : وهذا محال عند البصريين لأنه نعت للاسم قبل أنْ يتمّ ، والمعنى عندهم : على المحسن . قال مجاهد : تماماً على المحسن المؤمن . وقال الحسن في معنى قوله : « تَمَاماً عَلَىٰ الَّذِي أَحْسَنَ » . كان فيهم محسن وغير محسن فأنزل الله الكتاب تماماً على المحسنين . والدليل على صحة هذا القول أن ابن مسعود قرأ : « تماماً على الذين أحسنوا » . وقيل : المعنى أعطينا موسى التوراة زيادة على ما كان يحسنه موسى مما كان علمه الله قبل نزول التوراة عليه . قال محمد ابن يزيد : فالمعنى « تماماً على الذي أحسن » أي تماماً على الذي أحسنه الله عز وجل إلى موسى عليه السلام من الرسالة وغيرها . وقال عبد الله بن زيد ، : معناه على إحسان الله تعالى إلى أنبيائه عليهم السلام من الرسالة وغيرها . وقال الربيع بن أنس : تماماً على إحسان موسى من طاعته الله عز وجل وقاله الفراء . ثم قيل : « ثُمّ » يدلّ على أن الثاني بعد الأوّل ، وقصة موسى صلى الله عليه وسلم وإتيانه الكتاب قبل هذا فقيل : « ثم » بمعنى الواو أي وآتينا موسى الكتاب ، لأنهما حرفا عطف . وقيل : تقدير الكلام ثم كنا قد آتينا موسى الكتاب قبل إنزالنا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : المعنى قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم ، ثم أتل ما آتينا موسى تماماً . { وَتَفْصِيلاً } عطف عليه . وكذا { وَهُدًى وَرَحْمَةً } . { وَهَـٰذَا كِتَابٌ } إبتداء وخبر . { أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ } نعت أي كثير الخيرات . ويجوز في غير القرآن « مباركاً » على الحال . { فَٱتَّبِعُوهُ } أي ٱعملوا بما فيه . { وَٱتَّقُواْ } أي ٱتقوا تحريفه . { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي لتكونوا راجين للرحمة فلا تُعذّبون .