Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 28-28)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالىٰ : { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } بل إضراب عن تَمنّيهم وادّعائهم الإيمان لو رُدّوا . واختلفوا في معنى { بَدَا لَهُمْ } على أقوال بعد تعيين مَن المراد فقيل : المراد المنافقون لأن اسم الكفر مشتمل عليهم ، فعاد الضمير على بعض المذكورين قال النحاس : وهذا من الكلام العَذْب الفصيح . وقيل : المراد الكفار وكانوا إذا وعظهم النبيّ صلى الله عليه وسلم خافوا وأخفوا ذلك الخوف لئلا يَفْطَن بهم ضعفاؤهم ، فيظهر يوم القيامة ولهذا قال الحسن : « بَدَا لَهُمْ » أي بدا لبعضهم ما كان يُخفيه عن بعض . وقيل : بل ظهر لهم ما كانوا يجحدونه من الشِّرك فيقولون : « وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنّا مُشْرِكِينَ » فينطق الله جوارحهم فتشهد عليهم بالكفر فذلك حين « بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ » . قاله أبو رَوْق . وقيل : « بَدَا لَهُمْ » ما كانوا يكتمونه من الكفر أي بدت أعمالهم السيئة كما قال : { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } [ الزمر : 47 ] . قال المبردّ : بدا لَهُم جزاء كفرهم الذي كانوا يخفونه . وقيل : المعنى بل ظهر للذين اتبعوا الغُواة ما كان الغُواة يخفون عنهم من أمر البعث والقيامة لأن بعده { وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } . قوله تعالىٰ : { وَلَوْ رُدُّواْ } قيل : بعد معاينة العذاب . وقيل : قبل معاينته . { لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } أي لصاروا ورَجعوا إلى ما نُهوا عنه من الشِّرك لعلم الله تعالىٰ فيهم أنهم لا يؤمنون ، وقد عاين إبليس ما عاين من آيات الله ثم عاند . قوله تعالىٰ : { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } إخبار عنهم ، وحكاية عن الحال التي كانوا عليها في الدنيا من تكذيبهم الرسل ، وإنكارهم البعث كما قال : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ } [ النحل : 124 ] فجعله حكاية عن الحال الآتية . وقيل : المعنى وإنهم لكاذبون فيما أخبروا به عن أنفسهم من أنهم لا يكذبون ويكونون من المؤمنين . وقرأ يحيى بن وَثَّاب « وَلَوْ رِدُّواْ » بكسر الراء لأن الأصل رُدِدوا فنقلت كسرة الدال على الراء .