Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 35-35)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ } أي عظم عليك إعراضهم وتوليهم عن الإيمان . { فَإِن ٱسْتَطَعْتَ } قدرت { أَن تَبْتَغِيَ } تطلب { نَفَقاً فِي ٱلأَرْضِ } أي سَرَباً تخلص منه إلى مكان آخر ، ومنه النافِقاء لجحر الْيَرْبُوع ، وقد تقدّم في « البقرة » بيانه ، ومنه المنافق وقد تقدم . { أَوْ سُلَّماً } معطوف عليه ، أي سبباً إلى السماء وهذا تمثيل لأن السّلم الذي يُرْتقى عليه سبب إلى الموضع ، وهو مذكّر ، ولا يُعرف ما حكاه الفرّاء من تأنيث السّلم . قال قَتَادة : السلم الدَّرج . الزجاج : وهو مشتق من السلامة كأنه يسلِمك إلى الموضع الذي تريد . { فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ } عطف عليه أي ليؤمنوا فافعل فأُضمِر الجواب لعلم السامع . أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ألا يشتدّ حزنه عليهم إذا كانوا لا يؤمنون كما أنه لا يستطيع هداهم . { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } أي لخلقهم مؤمنين وطبعهم عليه بيّن تعالى أن كفرهم بمشيئة الله ردّا على القدَرية . وقيل المعنى : أي لأراهم آية تضطرهم إلى الإيمان ، ولكنه أراد عز وجل أن يثيب منهم من آمن ومن أحسن . { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } أي من الذين ٱشتد حزنهم وتحسروا حتى أخرجهم ذلك إلى الجزع الشديد ، وإلى ما لا يَحِل أي لا تحزن على كفرهم فتقارب حال الجاهلين . وقيل : الخطاب له والمراد الأمة فإن قلوب المسلمين كانت تضيق من كفرهم وإذايتهم .