Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 62, Ayat: 2-2)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قول تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ } قال ابن عباس : الأميُّون العرب كلهم ، من كتب منهم ومن لم يكتب ، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب . وقيل : الأميُّون الذين لايكتبون . وكذلك كانت قريش . وروى منصور عن إبراهيم قال : الأمّي الذي يقرأ ولا يكتب . وقد مضى في « البقرة » . { رَسُولاً مِّنْهُمْ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم . وما من حَيّ من العرب إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة وقد وَلَدوُه . قال ابن إسحاق : إلا حَيّ تَغْلِب فإن الله تعالى طهّر نبيّه صلى الله عليه وسلم منهم لنَصْرَانِيَّتهم ، فلم يجعل لهم عليه ولادة . وكان أمّياً لم يقرأ من كتاب ولم يتعلّم صلى الله عليه وسلم . قال الماوردي : فإن قيل ما وجه الامتنان فإن بعث نبياً أمّياً ؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه : أحدها لموافقته ما تقدمت به بشارة الأنبياء . الثاني لمشاكلة حاله لأحوالهم ، فيكون أقرب إلى موافقتهم . الثالث لينتفي عنه سوء الظن في تعليمه ما دعي إليه من الكتب التي قرأها والحِكَم التي تلاها . قلت : وهذا كله دليل معجزته وصدق نبوّته . قوله تعالى : { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ } يعني القرآن { وَيُزَكِّيهِمْ } أي يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان قاله ابن عباس . وقيل : يطهّرهم من دنس الكفر والذنوب قاله ابن جُريج ومقاتل . وقال السدّي : يأخذ زكاة أموالهم { وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ } يعني القرآن { وَٱلْحِكْمَةَ } السُّنَّة قاله الحسن . وقال ابن عباس : « الكتاب » الخط بالقلم لأن الخط فَشَا في العرب بالشرع لمّا أمِروا بتقييده بالخط . وقال مالك بن أنس : « الحِكْمَة » الفقه في الدِّين . وقد مضى القول في هذا في « البقرة » . { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ } أي من قبله وقبل أن يرسل إليهم . { لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي في ذهاب عن الحق .