Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 63, Ayat: 2-2)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه ثلاث مسائل : الأولى ـ : قوله تعالى : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } أي سترة . وليس يرجع إلى قوله { نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ } وإنما يرجع إلى سبب الآية التي نزلت عليه ، حسب ما ذكره البخاري والترمذي عن ابن أُبي أنه حلف ما قال وقد قال . وقال الضحاك : يعني حلفهم بالله { إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } وقيل : يعني بأيمانهم ما أخبر الربّ عنهم في سورة « براءة » إذ قال : { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ } [ التوبة : 74 ] . الثانية ـ : من قال أقْسِم بالله أو أشْهد بالله أو أَعْزِم بالله أو أحلف بالله ، أو أقسمت بالله أو أشهدت بالله أو أعزمت بالله أو أحلفت بالله ، فقال في ذلك كله « بالله » فلا خلاف أنها يمِين . وكذلك عند مالك وأصحابه إن قال : أقْسِم أو أَشْهد أو أعْزِم أو أحلف ، ولم يقل « بالله » ، إذا أراد « بالله » . وإن لم يرد « بالله » فليس بيمين . وحكاه الكِيَا عن الشافعيّ ، قال الشافعيّ : إذا قال أشهد بالله ونوى اليمين كان يميناً . وقال أبو حنيفة وأصحابه : لو قال أشهد بالله لقد كان كذا كان يميناً ، ولو قال أشهد لقد كان كذا دون النية كان يميناً لهذه الآية ، لأن الله تعالى ذكر منهم الشهادة ثم قال { ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } . وعند الشافعي لا يكون ذلك يميناً وإن نوى اليمين ، لأن قوله تعالى : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } ليس يرجع إلى قوله : { قَالُواْ نَشْهَدُ } وإنما يرجع إلى ما في « براءة » من قوله تعالى : { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ } [ التوبة : 74 ] . الثالثة ـ : قوله تعالى : { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي أعرضوا ، وهو من الصدود . أو صرفوا المؤمنين عن إقامة حكم الله عليهم من القتل والسَّبي وأخذ الأموال ، فهو من الصدّ ، أو منعوا الناس عن الجهاد بأن يتخلفوا ويقتدي بهم غيرهم . وقيل : فصدّوا اليهود والمشركين عن الدخول في الإسلام ، بأن يقولوا ها نحن كافرون بهم ، ولو كان محمد حقاً لعرف هذا منّا ، ولجعلنا نكالاً . فبيّن الله أن حالهم لا يخفى عليه ، ولكن حكمه أن من أظهر الإيمان أجرى عليه في الظاهر حكم الإيمان . { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي بئست أعمالهم الخبيثة من نفاقهم وأيمانهم الكاذبة وصدّهم عن سبيل الله أعمالاً .