Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 64, Ayat: 11-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي بإرادته وقضائه . وقال الفرّاء : يريد إلا بأمر الله . وقيل : إلا بعلم الله . وقيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقاً لصانهم الله عن المصائب في الدنيا فبيّن الله تعالى أن ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل ، يقتضي هَمّاً أو يوجب عقاباً عاجلاً أو آجلاً فبعلم الله وقضائه . قوله تعالى : { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ } أي يصدّق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله . { يَهْدِ قَلْبَهُ } للصبر والرضا . وقيل : يُثَبّته على الإيمان . وقال أبو عثمان الجِيزِي : من صح إيمانه يهد الله قلبه لاتباع السُّنة . وقيل : { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } عند المصيبة فيقول : { إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ } [ البقرة : 156 ] قاله ابن جبير . وقال ابن عباس : هو أن يجعل الله في قلبه اليقين ليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه . وقال الكَلْبيّ : هو إذا ابْتُلِي صَبَرَ ، وإذا أُنعِم عليه شَكَر ، وإذا ظُلم غَفر . وقيل : يَهْدِ قلبه إلى نيل الثواب في الجنة . وقراءة العامة « يَهْدِ » بفتح الياء وكسر الدال لذكر اسم الله أوّلا . وقرأ السُّلَمِيّ وقتادة « يُهْدَ قَلْبُه » بضم الياء وفتح الدال على الفعل المجهول ورفع الباء لأنه اسم فعل لم يسمّ فاعله . وقرأ طلحة بن مُصَرِّف والأعرج « نَهْدِ » بنونٍ على التعظيم « قَلْبَه » بالنصب . وقرأ عكرمة « يَهْدَأ قلبُه » بهمزة ساكنة ورفع الباء ، أي يسكن ويطمئن . وقرأ مثله مالك بن دِينار ، إلا أنه لَيّن الهمزة . { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } لا يخفى عليه تسليم مَن انقاد وَسلَّم لأمره ، ولا كراهة من كرهه .