Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 11-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ } واسمها آسية بنت مزاحم . قال يحيى بن سلام : قوله { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } مَثَلٌ ضربه الله يحذّر به عائشة وحَفْصة في المخالفة حين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ضرب لهما مَثلاً بامرأة فرعون ومريم ابنت عمران ترغيباً في التمسك بالطاعة والثبات على الدِّين . وقيل : هذا حَثٌّ للمؤمنين على الصبر في الشدّة أي لا تكونوا في الصبر عند الشدة أضعفَ من امرأة فرعون حين صَبَرت على أذى فرعون . وكانت آسية آمنت بموسى . وقيل : هي عمة موسى آمنت به . قال أبو العالية : اطّلع فرعون على إيمان امرأته فخرج على الملأ فقال لهم : ما تعلمون من آسية بنت مزاحم ؟ فأثْنَوْا عليها . فقال لهم : إنها تعبد رباً غيري . فقالوا له : اقتلها . فأوْتَد لها أوتاداً وشدّ يديها ورجليها فقالت : { رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } ووافق ذلك حضور فرعون ، فضحكت حين رأت بيتها في الجنة . فقال فرعون : ألا تعجبون من جنونها ! إنا نعذبها وهي تضحك فقبض روحها . وقال سَلْمان الفارِسي فيما روى عنه عثمان النَّهْديّ : كانت تعذب بالشمس ، فإذا أذاها حَرُّ الشمس أظلتّها الملائكة بأجنحتها . وقيل : سمّر يديها ورجليها في الشمس ووضع على ظهرها رحىً ، فأطلعها الله حتى رأت مكانها في الجنة . وقيل : لما قالت : { رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } أُرِيَت بيتها في الجنة يُبْنى . وقيل : إنه من دُرّة عن الحسن . ولما قالت : { وَنَجِّنِي } نجَّاها الله أكرم نجاة ، فرفعها إلى الجنة ، فهي تأكل وتشرب وتتنعّم . ومعنى { مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ } تعني بالعمل الكفر . وقيل : من عمله من عذابه وظلمه وشماتته . وقال ابن عباس : الجماع . { وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } قال الكلبي : أهل مصر . مقاتل : القبط . قال الحسن وابن كَيْسان : نجاها الله أكرم نجاة ، ورفعها إلى الجنة فهي فيها تأكل وتشرب .