Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 13-14)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ } اللفظ لفظ الأمر والمراد به الخبر يعني إن أخفيتم كلامكم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم أو جهرتم به فـ { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } يعني بما في القلوب من الخير والشر . ابن عباس : نزلت في المشركين كانوا ينالون من النبيّ صلى الله عليه وسلم فيخبره جبريل عليه السلام فقال بعضهم لبعض : أسِرّوا قولكم كي لا يسمع ربّ محمد فنزلت : { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ } . يعني : أسِرُّوا قولكم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل في سائر الأقوال . أوِ اجْهَرُوا به ، أعلنوه . { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } ذات الصدور ما فيها كما يسمَّى ولد المرأة وهو جنين « ذا بطنها » . ثم قال : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } يعني ألا يعلم السرّ من خلق السرّ . يقول أنا خلقت السرّ في القلب أفلا أكون عالماً بما في قلوب العباد . وقال أهل المعاني : إن شئت جعلت « من » اسماً للخالق جل وعز ويكون المعنى ألا يعلن الخالق خلقه . وإن شئت جعلته اسماً للمخلوق ، والمعنى : ألا يعلم الله مَن خلق . ولا بدّ أن يكون الخالق عالماً بما خلقه وما يخلقه . قال ابن المسّيب : بينما رجل واقف بالليل في شجر كثير وقد عَصَفت الريح فوقع في نفس الرجل : أترى الله يعلم ما يسقط من هذا الورق ؟ فنودي من جانب الغيْضة بصوت عظيم : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير . وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايِنِي : من أسماء صفات الذات ما هو للعلم منها « الْعَلِيمُ » ومعناه تعميم جميع المعلومات . ومنها « الخَبيرُ » ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون . ومنها « الْحَكِيم » ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف . ومنها « الشهيد » ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر ، ومعناه ألا يغيب عنه شيء . ومنها « الحافظ » ويختص بأنه لا ينسى . ومنها « الْمُحصي » ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق فيعلم عند ذلك أجزاء الحركات في كل ورقة . وكيف لا يعلم وهو الذي يخلق ! وقد قال : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } .