Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 16-16)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس : أأمِنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه . وقيل : تقديره أأمِنتم من في السماء قدرته وسلطانُه وعرشُه ومملكتُه . وخصّ السماء وإن عَمّ مُلْكُه تنبيهاً على أن الإلٰه الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظّمونه في الأرض . وقيل : هو إشارة إلى الملائكة . وقيل : إلى جبريل وهو المَلَك المُوَكّل بالعذاب . قلت : ويحتمل أن يكون المعنى : أأمنتم خالق مَن في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون . { فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } أي تذهب وتجيء . والمَوْر : الاضطراب بالذهاب والمجيء . قال الشاعر : @ رَمَيْنَ فأقْصَدْنَ القلوبَ ولن ترى دماً مائراً إلاّ جَرَى في الحَيازِم @@ جمع حَيْزوم وهو وسط الصدر . وإذا خُسف بإنسان دارت به الأرض فهو المَوْر . وقال المحققون : أمنتم مَن فَوقَ السماء كقوله : { فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ } [ التوبة : 2 ] أي فوقها لا بالمماسّة والتحيّز لكن بالقهر والتدبير . وقيل : معناه أمنتم مَن على السماء كقوله تعالى : { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } [ طه : 71 ] أي عليها . ومعناه أنه مديرها ومالكها كما يقال : فلان على العراق والحجاز أي واليها وأميرها . والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة ، مشيرة إلى العلو لا يدفعها إلا مُلْحدٌ أو جاهل معاند . والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السّفل والتّحت . ووصفه بالعلوّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام . وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ، ومنزل القطر ، ومحل القُدس ، ومعدن المطهرين من الملائكة ، وإليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته كما جعل الله الكعبة قِبلةً للدعاء والصلاة ، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان . وهو الآن على ما عليه كان . وقرأ قُنْبل عن ابن كَثير « النشور وامنتم » بقلب الهمزة الأولى واواً وتخفيف الثانية . وقرأ الكوفيون والبصريون وأهل الشام سوى أبي عمرو وهشام بالتخفيف في الهمزتين ، وخفّف الباقون . وقد تقدم جميعه .