Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 5-6)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ } جمع مصباح وهو السراج . وتُسَمَّى الكواكب مصابيح لإضاءتها . { وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً } أي جعلنا شُهُبَهَا فحذف المضاف . دليلُه { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [ الصافات : 10 ] وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها . وقيل : إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس الكواكب ، ولا يسقط الكوكب نفسه إنما ينفصل منه شيء يرجم به من غير أن ينقص ضوءه ولا صورته . قاله أبو عليّ جواباً لمن قال : كيف تكون زينة وهي رجوم لا تبقى . قال المهدَوِيّ : وهذا على أن يكون الاستراق من موضع الكواكب . والتقدير الأول على أن يكون الاستراق من الهوى الذي هو دون موضع الكواكب . القُشَيْريّ : وأمثل من قول أبي عليّ أن نقول : هي زينة قبل أن يرجم بها الشياطين . والرّجوم جمع رجم وهو مصدر سُمِّيَ به ما يرجم به . قال قتادة : خلق الله تعالى النجوم لثلاث : زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يُهتَدى بها في البر والبحر والأوقات . فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد تكلّف ما لا علم له به ، وتعدّى وظلم . وقال محمد بن كعب : والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم ، ولكنهم يتخذون الكهانة سبيلاً ويتخذون النجوم علّة . { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } أي أعتدنا للشياطين أشدّ الحريق يقال : سعرت النار فهي مسعورة وسعير مثل مقتولة وقتيل . { وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } .