Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 8-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ } يعني تتقطّع وينفصل بعضها من بعض قاله سعيد بن جُبَير . وقال ابن عباس والضحاك وابن زيد : تتفرّق . « مِنَ الغَيْظِ » من شدّة الغيظ على أعداء الله تعالى . وقيل : « مِنَ الغَيْظِ » من الغليان . وأصل « تميّز » تتميز . { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ } أي جماعة من الكفار . { سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ } على جهة التوبيخ والتقريع . { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } أي رسول في الدنيا ينذركم هذا اليوم حتى تحذروا . { قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ } أنذرنا وخوّفنا . { فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } أي على ألسنتكم . { إِنْ أَنتُمْ } يا معشر الرسل . { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } اعترفوا بتكذيب الرسل ، ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا وهم في النار : { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ } من النذر يعني الرسل ما جاءوا به { أَوْ نَعْقِلُ } عنهم . قال ابن عباس : لو كنا نسمع الهدى أو نعقله ، أو لو كنا نسمع سماع من يَعي ويفكّر ، أو نعقل عقْلَ من يميّز وينظر . ودلّ هذا على أن الكافر لم يُعْطَ من العقل شيئاً . وقد مضى في « الطُّور » بيانه والحمد لله . { مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } يعني ما كنا من أهل النار . وعن أبي سعيد الخُدرِيّ . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لقد نَدِم الفاجر يوم القيامة قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فقال الله تعالى فاعترفوا بذنبهم " أي بتكذيبهم الرسل . والذنب ها هنا بمعنى الجمع لأن فيه معنى الفعل . يقال : خرج عطاء الناس أي أعطيتهم . { فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } أي فبُعْداً لهم من رحمة الله . وقال سعيد بن جُبير وأبو صالح : هو وادٍ في جهنم يقال له السَّحْق . وقرأ الكسائي وأبو جعفر « فَسُحُقاً » بضم الحاء ، ورُوِيَت عن عليّ . الباقون بإسكانها ، وهما لغتان مثل السُّحْتُ والرُّعُبُ . الزجاج : وهو منصوب على المصدر أي أسحقهم الله سُحقاً أي باعدهم بُعْداً . قال امرؤ القيس : @ يجول بأطراف البلاد مُغَرّباً وتَسْحَقُه رِيح الصِّبَا كُلَّ مَسْحَقِ @@ وقال أبو عليّ : القياس إسحاقاً فجاء المصدر على الحذف كما قيل : @ * وإن أهلك فذلك كان قدري @@ أي تقديري . وقيل : إن قوله تعالى : { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } من قول خزنة جهنم لأهلها .