Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 28-32)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَ أَوْسَطُهُمْ } أي أمثلهم وأعدلهم وأعقلهم . { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ } أي هلاّ تستثنون . وكان استثناؤهم تسبيحاً قاله مجاهد وغيره . وهذا يدل على أن هذا الأوسط كان أمرهم بالاستثناء فلم يطيعوه . قال أبو صالح : كان استثناؤهم سبحان الله . فقال لهم : هَلاّ تسبحون الله أي تقولون سبحان الله وتشكرونه على ما أعطاكم . قال النّحاس : أصل التسبيح التنزيهُ لِلّه عز وجل فجعل مجاهد التسبيح في موضع إن شاء الله لأن المعنى تنزيه الله عز وجل أن يكون شيء إلا بمشيئته . وقيل : هَلاّ تستغفرونه من فعلكم وتتوبون إليه من خُبْث نيّتكم فإن أوسطهم قال لهم حين عزموا على ذلك وذكّرهم انتقامه من المجرمين { قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ } اعترفوا بالمعصية ونزّهوا الله عن أن يكون ظالماً فيما فعل . قال ابن عباس في قولهم : { سُبْحَانَ رَبِّنَآ } أي نستغفر الله من ذنبنا . { إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } لأنفسنا في منعنا المساكين . { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ } أي يلوم هذا هذا في القسم ومنع المساكين ، ويقول : بل أنت أشرت علينا بهذا . { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ } أي عاصين بمنع حق الفقراء وترك الاستثناء . وقال ابن كَيْسَان : طغينا نعم الله فلم نشكرها كما شكرها آباؤنا من قبل . { عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ } تعاقدوا وقالوا : إن أبدلنا الله خيراً منها لنصنعنّ كما صنعت آباؤنا فدعوا الله وتضرعوا فأبدلهم الله من ليلتهم ما هو خير منها ، وأمر جبريل أن يقتلع تلك الجنة المحترقة فيجعلها بزُغر من أرض الشام ، ويأخذ من الشام جنة فيجعلها مكانها . وقال ٱبن مسعود : إن القوم أخلصوا وعرف الله منهم صدقهم فأبدلهم جنة يقال لها الحيوان ، فيها عنب يحمل البغل منها عنقوداً واحداً . وقال اليمانيّ أبو خالد : دخلت تلك الجنة فرأيت كل عنقود منها كالرجل الأسود القائم . وقال الحسن : قول أهل الجنة { إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ } لا أدري إيماناً كان ذلك منهم ، أو على حدّ ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشدة فيوقف في كونهم مؤمنين . وسئل قتادة عن أصحاب الجنة : أهم من أهل الجنة أم من أهل النار ؟ فقال : لقد كلفتني تعباً . والمعظم يقولون : إنهم تابوا وأخلصوا حكاه القشيريّ . وقراءة العامة « يُبْدِلنَا » بالتخفيف . وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو بالتشديد ، وهما لغتان . وقيل : التبديل تغيير الشيء أو تغيير حاله وعين الشيء قائم . والإبدال رفع الشيء ووضع آخر مكانه . وقد مضى في سورة « النساء » القول في هذا .