Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلْحَاقَّةُ مَا ٱلْحَآقَّةُ } يريد القيامة سُميّت بذلك لأن الأمور تُحَقّ فيها قاله الطبري . كأنه جعلها من باب « ليل نائم » . وقيل : سُمِّيَت حاقة لأنها تكون من غير شك . وقيل : سُمِّيت بذلك لأنها أحقّت لأقوام الجنة ، وأحقّت لأقوام النار . وقيل : سُمِّيَت بذلك لأن فيها يصير كل إنسان حقيقاً بجزاء عمله . وقال الأزهريّ : يقال حاققته فَحَقَقْتُه أُحقّه أي غالبته فغلبته . فالقيامة حاقّة لأنها تَحُقّ كلَّ محاقٍّ في دين الله بالباطل أي كل مخاصم . وفي الصحاح : وحاقّه أي خاصمه وادّعى كل واحد منهما الحق فإذا غلبه قيل حَقّه . ويقال للرجل إذا خاصم في صِغار الأشياء : إنه لَنَزِق الحِقاق . ويقال : ما له فيه حق ولا حِقاق أي خصومة . والتحاقّ التخاصم . والاحتقاق : الاختصام . والحاقة والحَقّة والحقّ ثلاث لغات بمعنًى . وقال الكسائي والمؤَرِّج : الحاقّة يوم الحقّ . وتقول العرب : لمّا عَرَف الحَقّة منّي هرب . والحاقّة الأولى رفع بالابتداء ، والخبر المبتدأ الثاني وخبره وهو { مَا ٱلْحَآقَّةُ } لأن معناها ما هي . واللفظ استفهام ، معناه التعظيم والتفخيم لشأنها كما تقول : زيد ما زيد ! على التعظيم لشأنه . { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } استفهام أيضاً أي أيّ شيء أعلمك ما ذلك اليوم . والنبيّ صلى الله عليه وسلم كان عالماً بالقيامة ولكن بالصفة . فقيل تفخيماً لشأنها : وما أدراك ما هي كأنك لستَ تعلمها إذ لم تعاينها . وقال يحيـى بن سلام : بلغني أن كل شيء في القرآن « وَمَا أَدْرَاكَ » فقد أدراه إياه وعلمه . وكل شيء قال : « وَمَا يُدْرِيك » فهو مما لم يعلمه . وقال سفيان بن عُيينة : كل شيء قال فيه : { وَمَآ أَدْرَاكَ } فإنه أُخبر به ، وكل شيء قال فيه : « وَمَا يُدْرِيكَ » فإنه لم يخبرَ به .