Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 44-46)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } « تقوّل » أي تكلف وأتى بقول من قِبَل نفسه . وقرىء « وَلَوْ تُقُوِّلَ » على البناء للمفعول . { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } أي بالقوة والقدرة ، أي لأخذناه بالقوّة . و « من » صلة زائدة . وعبر عن القوّة والقدرة باليمين لأن قوّة كل شيء في ميامنه ، قال القُتَبيّ . وهو معنى قول ابن عباس ومجاهد . ومنه قول الشماخ : @ إذا ما رايةٌ رُفعتْ لِمَجْدٍ تلقّاها عَرَابة باليمين @@ أي بالقوّة . عرابة اسم رجل من الأنصار من الأوس . وقال آخر : @ ولمَّا رأيتُ الشمس أشرق نورُها تناولتُ منها حاجتي بيميني @@ وقال السّديّ والحكم : « باليمين » بالحق . وقال : @ تلقّـاها عَـرَابةُ باليميـن @@ أي بالاستحقاق . وقال الحسن : لقطعنا يده اليمين . وقيل : المعنى لقبضنا بيمينه عن التصرف قاله نَفْطَوَيْه . وقال أبو جعفر الطبري : إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقَب . كما يقول السلطان لمن يريد هَوَانَه : خذوا يديه . أي لأمرنا بالأخذ بيده وبالغنا في عقابه . { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } يعني نِياط القلب أي لأهلكناه . وهو عِرْقٌ يتعلّق به القلب إذا انقطع مات صاحبه قاله ابن عباس وأكثر الناس . قال : @ إذا بَلّغْتنِيِ وحَمَلْتِ رحْلِي عَرَابةَ فاشْرَقي بدَمِ الوَتِين @@ وقال مجاهد : هو حبل القلب الذي في الظهر وهو النخاع فإذا انقطع بطلت القوى ومات صاحبه . والمَوْتون الذي قُطع وَتِينه . وقال محمد بن كعب : إنه القلب ومَرَاقّه وما يليه . قال الكلبيّ : إنه عرق بين العِلباء والحلقوم . والعلباء : عصب العنق . وهما علباوان بينهما ينبت العرق . وقال عكرمة : إن الوتين إذا قُطع لا ان جاع عَرَف ، ولا إن شَبِع عَرَف .