Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 104-112)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حَقِيقٌ عَلَى } أي واجب . ومن قرأ « عَلَىٰ ألاَّ » فالمعنىٰ حريص على ألا أقول . وفي قراءة عبد الله « حقِيق ألا أقول » بإسقاط « على » . وقيل : « علىٰ » بمعنىٰ الباء ، أي حقيق بألا أقول . وكذا في قراءة أُبيّ والأعمش « بألا أقول » . كما تقول : رميت بالقوس وعلى القوس . فـ « ـحقِيقٌ » على هذا بمعنىٰ محقوق ومعنىٰ « فَأَرْسِلْ معي بَنِي إسْرِائِيلَ » أي خلّهم . وكان يستعملهم في الأعمال الشاقة . { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ } يستعمل في الأجسام والمعاني . وقد تقدّم . والثعبان : الحية الضخم الذكر ، وهو أعظم الحيات . { مُّبِينٌ } أي حية لا لبس فيها . { وَنَزَعَ يَدَهُ } أي أخرجها وأظهرها . قيل : من جيبه أو من جناحه كما في التنزيل { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } [ النمل : 12 ] أي من غير بَرَص . وكان موسىٰ أسمر شديد السّمرة ، ثم أعاد يده إلى جيبه فعادت إلى لونها الأوّل . قال ابن عباس : كان لِيَدِهِ نور ساطع يضيء ما بين السماء والأرض . وقيل : كانت تخرج يده بيضاء كالثلج تَلُوح . فإذا ردّها عادت إلى مثل سائر بدنه . ومعنى { عَلِيمٌ } أي بالسحر . { مِّنْ أَرْضِكُمْ } أي من مُلْكِكم معاشِرَ القبط ، بتقديمه بني إسرائيل عليكم . { فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } أي قال فرعون : فماذا تأمرون . وقيل : هو من قول الملأ أي قالوا لفرعون وحده : فماذا تأمرون . كما يخاطب الجبّارون والرؤساء : ما تَرَوْن في كذا . ويجوز أن يكون قالوا له ولأصحابه . و « ما » في موضع رفع ، على أن « ذا » بمعنىٰ الذي . وفي موضع نصب ، على أن « ما » و « ذا » شيء واحد . { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ } قرأ أهل المدينة وعاصم والكسائيّ بغير همز إلاّ أنّ وَرْشاً والكسائيّ أَشْبعا كسرة الهاء . وقرأ أبو عمرو بهمزة ساكنة والهاء مضمومة . وهما لغتان يقال : أرجأته وأرجيته ، أي أخرته . وكذلك قرأ ابن كَثير وابن مُحَيْصِن وهشام إلا أنهم أشبعوا ضَمّة الهاء . وقرأ سائر أهلِ الكوفة « أرجِهْ » بإسكان الهاء . قال الفرّاء : هي لغة للعرب ، يقفون على الهاء المكنّى عنها في الوصل إذا تحرّك ما قبلها ، وكذا هذه طلحةُ قد أقبلت . وأنكر البصريون هذا . قال قتادة : معنىٰ « أرْجِهِ » ٱحبسه . وقال ٱبن عباس : أخرّه . وقيل : « أرجِه » مأخوذ من رجا يرجو أي أطْمِعه ودَعْه يرجو حكاه النحاس عن محمد بن يزيد . وكسرُ الهاء على الاتباع . ويجوز ضَمّها على الأصل . وإسكانها لَحْنٌ لا يجوز إلا في شذوذ من الشعر . { وَأَخَاهُ } عطف على الهاء . { حَاشِرِينَ } نصب على الحال . { يَأْتُوكَ } جزم لأنه جواب الأمر ولذلك حذفت منه النون . قرأ أهل الكوفة إلا عاصماً « بِكُلِّ سَحَّارِ » وقرأ سائر الناس « ساحِرٍ » وهما متقاربان إلا أنّ فَعّالاً أشدّ مبالغة .