Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 1-2)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الۤمۤصۤ } تقدّم في أوّل « البقرة » وموضعه رفع بالابتداء . و { كِتَابٌ } خبره . كأنه قال : « المص » حروف { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ } . وقال الكسائيّ : أي هذا كتاب . قوله تعالى : { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } فيه مسألتان : الأولى : قوله تعالى : { حَرَجٌ } أي ضِيق أي لا يضيق صدرك بالإبلاغ لأنه رُوي عنه عليه السلام أنه قال : « إني أخاف أن يَثْلغُو رأسي فيدعوه خبزَة » الحديث . خرّجه مسلم . قال الكِيا : فظاهره النهي ، ومعناه نفي الحرج عنه أي لا يضيق صدرك ألاّ يؤمنوا به ، فإنما عليك البلاغ ، وليس عليك سوى الإنذار به من شيء من إيمانهم أو كفرهم ، ومثله قوله تعالى : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ } [ الكهف : 6 ] الآية . وقال : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 3 ] . ومذهب مجاهد وقتادة أن الحرَج هنا الشك ، وليس هذا شك الكفر إنما هو شك الضيق . وكذلك قوله تعالى : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } [ الحجر : 97 ] . وقيل : الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد أمّته . وفيه بعدٌ . والهاء في « مِنْهُ » للقرآن . وقيل للإنذار أي أنزل إليك الكتاب لتنذر به فلا يكن في صدرك حرج منه . فالكلام فيه تقديم وتأخير . وقيل للتكذيب الذي يعطيه قوّة الكلام . أي فلا يكن في صدرك ضيق من تكذيب المكذبين له . الثانية : قوله تعالى : { وَذِكْرَىٰ } يجوز أن يكون في موضع رفع ونصب وخفض . فالرفع من وجهين قال البصريون : هي رفع على إضمار مبتدأ . وقال الكسائيّ : عطف على « كتاب » . والنصب من وجهين على المصدر ، أي وذكِّر به ذكرى قاله البصريون . وقال الكسائي : عطف على الهاء في « أنزلناه » . والخفض حملاً على موضع « لِتُنْذِرَ بِهِ » . والإنذار للكافرين ، والذكرى للمؤمنين لأنهم المنتفعون به .