Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 29-30)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ } قال ابن عباس : لا إلۤه إلا الله . وقيل : القسط العدل أي أمر بالعدل فأطيعوه . ففي الكلام حذف . { وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ } أي توجهوا إليه في كل صلاة إلى القبلة . { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } أي في أي مسجد كنتم . { وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } أي وحّدوه ولا تشركوا به . { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } نظيره { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [ الأنعام : 94 ] وقد تقدم . والكاف في موضع نصب أي تعودون كما بدأكم أي كما خلقكم أوّل مرة يعيدكم . وقال الزجاج : هو متعلق بما قبله . أي ومنها تخرجون كما بدأكم تعودون . { فَرِيقاً هَدَىٰ } « فريقاً » نصب على الحال من المضمر في « تَعُودُونَ » أي تعودون فريقين : سعداء ، وأشقياء . يقوّي هذا قراءة أُبَيّ « تعودون فريقينِ فريقاً هدى وفريقاً حق عليهِم الضلالة » عن الكسائي . وقال محمد بن كعب القرظِيّ في قوله تعالى : { فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ } قال : من ابتدأ الله خلقه للضلالة صيّره إلى الضلالة ، وإن عمِل بأعمال أهل الهدى . ومن ابتدأ الله خلقه على الهدى صيره إلى الهدى ، وإن عمِل بأعمال الضلالة . ابتدأ الله خلق إبليس على الضلالة ، وعمِل بأعمال السعادة مع الملائكة ، ثم ردّه الله إلى ما ابتدأ عليه خلقه . قال : « وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ » . وفي هذا رد واضح على القدرية ومن تابعهم . وقيل : « فَرِيقاً » نصب بـ « هَدَى » ، « وفَرِيقاً » الثاني نصب بإضمار فعل أي وأضل فريقاً . وأنشد سيبويه : @ أصبحتُ لا أحمل السِّلاحَ ولا أملِك رأسَ البعير إن نَفَراً والذِّئْبُ أخشاه إن مررتُ به وَحْدِي وأخشَى الرياحَ والمطرا @@ قال الفرّاء : ولو كان مرفوعاً لجاز . { إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } وقرأ عيسى بن عمر : « أنهم » بفتح الهمزة ، يعني لأنهم .