Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 65-69)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً } أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هوداً . قال ابن عباس : أي ٱبن أبيهم . وقيل : أخاهم في القبيلة . وقيل : أي بشراً من بني أبيهم آدم . وفي مصنف أبي داود أن أخاهم هودا أي صاحبهم . وعاد من ولد سام بن نوح . قال ابن إسحاق : وعاد هو ابن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام . وهود هو هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص ابن إرم بن سام بن نوح . بعثه الله إلى عاد نبياً . وكان من أوسطهم نسباً وأفضلهم حسباً . و « عاد » من لم يصرفه جعله اسماً للقبيلة ، ومن صرفه جعله اسماً للحيّ . قال أبو حاتم : وفي حرف أبيّ وابن مسعود « عاد الأولى » بغير ألف . و « هود » أعجمي ، وانصرف لخفته لأنه على ثلاثة أحرف . وقد يجوز أن يكون عربياً مشتقاً من هاد يهود . والنصب على البدل . وكان بين هود ونوح فيما ذكر المفسرون سبعة آباء . وكانت عاد فيما رُوي ثلاث عشرة قبيلة ، ينزلون الرمال ، رمل عالج . وكانوا أهل بساتين وزروع وعمارة ، وكانت بلادهم أخصب البلاد ، فسخط الله عليهم فجعلها مفاوز ، وكانت فيما روي بنواحي حضرموت إلى اليمن ، وكانوا يعبدون الأصنام . ولحق هود حين أهلك قومه بمن آمن معه بمكة ، فلم يزالوا بها حتى ماتوا . { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } أي في حمق وخفة عقل . قال : @ مَشَيْنَ كما اهتزّتْ رِماحٌ تسفّهتْ أعالِيهَا مَرُّ الرياح النَّواسِم @@ وقد تقدّم هذا المعنى في « البقرة » . والرؤية هنا وفي قصة نوح قيل : هي من رؤية البصر . وقيل : يجوز أن يراد بها الرأي الذي هو أغلب الظن . قوله تعالى : { وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } « خلفاء » جمع خليفة على التذكير والمعنى ، وخلائف على اللفظ . منّ عليهم بأن جعلهم سُكَّان الأرض بعد قوم نوح . { وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَسْطَةً } ويجوز « بصطة » بالصاد لأن بعدها طاء أي طولاً في الخلق وعظم الجسم . قال ٱبن عباس : كان أطولهم مائة ذراع ، وأقصرهم ستين ذراعاً . وهذه الزيادة كانت على خلق آبائهم . وقيل : على خلق قوم نوح . قال وهب : كان رأس أحدهم مثل قبة عظيمة ، وكان عين الرجل يفرخ فيها السباع ، وكذلك مناخرهم . وروى شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : أن كان الرجل من قوم عاد يتخذ المِصراعين من حجارة لو ٱجتمع عليها خمسمائة رجل من هذه الأمّة لم يطيقوه ، وأن كان أحدهم ليغمِز برجله الأرض فتدخل فيها . { فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ } أي نِعم الله ، واحدها إِلًى وإليٌ وإلْوٌ وأَلًى . كالآناء واحدها إِنًى وإِنْيٌ وإِنْوٌ وأَنًى . { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } تقدّم .