Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 8-10)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } العامل في « يَوْمَ » « واقع » تقديره يقع بهم العذاب يوم . وقيل : « نَرَاهُ » أو « يُبَصَّرونهم » أو يكون بدلاً من قريب . والْمُهْلُ : دُرْدِيّ الزيت وَعَكرُه في قول ابن عباس وغيره . وقال ابن مسعود : ما أذيب من الرَّصاص والنُّحاص والفضّة . وقال مجاهد : « كَالْمُهْلِ » كقيح من دم وصديد . وقد مضى في سورة « الدخان » ، و « الكهف » القول فيه . { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } أي كالصُّوف المصبوغ . ولا يقال للصوف عِهْن إلا أن يكون مصبوغاً . وقال الحسن : { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } وهو الصوف الأحمر ، وهو أضعف الصوف . ومنه قول زُهير : @ كأن فُتات العِهنِ في كل منزل نزلن به حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ @@ الفُتاتُ القِطَع . والعِهْنُ الصوفُ الأحمر واحده عِهْنة . وقيل : العهْنُ الصوف ذو الألوان فشبّه الجبال به في تَلَوُّنها ألواناً . والمعنى : أنها تلين بعد الشدّة ، وتتفرق بعد الاجتماع . وقيل : أوّل ما تتغير الجبال تصير رَمْلاً مَهِيلاً ، ثم عِهْناً منفوشاً ، ثم هَباءً مُنْبثاً . { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } أي عن شأنه لشغل كل إنسان بنفسه ، قاله قتادة . كما قال تعالى : { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس : 37 ] . وقيل : لا يسأل حميم عن حميم ، فحذف الجار ووصل الفعل . وقراءة العامة « يسأل » بفتح الياء . وقرأ شيبة والبَزِّي عن عاصم « ولا يُسأل » بالضم على ما لم يسم فاعله ، أي لا يُسأل حميم عن حميمه ولا ذو قرابة عن قرابته ، بل كل إنسان يسأل عن عمله . نظيره : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } [ المدثر : 38 ] .