Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 15-16)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } ذكر لهم دليلاً آخر ، أي ألم تعلموا أن الذي قدر على هذا ، فهو الذي يجب أن يُعْبَد ! ومعنى « طِبَاقاً » بعضها فوق بعض ، كل سماء مطبقة على الأخرى كالقباب ، قاله ابن عباس والسدّي . وقال الحسن : خلق الله سبع سموات طباقاً على سبع أرضين ، بين كل أرض وأرض ، وسماء وسماء خلق وأمر . وقوله : « ألَمْ تَرَوْا » على جهة الإخبار لا المعاينة ، كما تقول : ألم ترني كيف صنعت بفلان كذا . و « طِبَاقاً » نصب على أنه مصدر ، أي مطابقة طباقاً . أو حال بمعنى ذات طباق ، فحذف ذات وأقام طِباقاً مقامه . { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } أي في سماء الدنيا ، كما يقال : أتاني بنو تميم وأتيت بني تميم والمراد بعضهم ، قاله الأخفش . قال ابن كَيْسان : إذا كان في إحداهن فهو فيهنّ . وقال قُطْرُب : « فِيهِنّ » بمعنى معهنّ ، وقاله الكلبيّ . أي خلق الشمس والقمر مع خلق السموات والأرض . وقال جِلّة أهل اللغة في قول ٱمرىء القيس : @ وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال @@ « في » بمعنى مع . النحاس : وسألت أبا الحسن بن كَيسان عن هذه الآية فقال : جواب النحويين أنه إذا جعله في إحداهن فقد جعله فيهن ، كما تقول : أعطني الثياب المُعْلمة وإن كنت إنما أعلمت أحدها . وجواب آخر : أنه يروي أن وجه القمر إلى السماء ، وإذا كان إلى داخلها فهو متصل بالسموات . ومعنى « نُوراً » أي لأهل الأرض ، قاله السديّ . وقال عطاء : نوراً لأهل السماء والأرض . وقال ابن عباس وابن عمر : وجهه يضيء لأهل الأرض وظهره يضيء لأهل السماء . { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } يعني مصباحاً لأهل الأرض ليتوصلوا إلى التصرف لمعايشهم . وفي إضاءتها لأهل السماء القولان الأوّلان ، حكاه الماورديّ . وحكى القشيريّ عن ابن عباس أن الشمس وجهها في السموات وقفاها في الأرض . وقيل : على العكس . وقيل لعبد الله بن عمر : ما بال الشمس تَقْلِينا أحياناً وتَبْرُد علينا أحياناً ؟ فقال : إنها في الصيف في السماء الرابعة ، وفي الشتاء في السماء السابعة عند عرش الرحمن ، ولو كانت في السماء الدنيا لما قام لها شيء .