Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 22-25)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ } أي لا يدفع عذابه عني أحد إن ٱستحفظته وهذا لأنهم قالوا ٱترك ما تدعو إليه ونحن نجيرك . وروى أبو الْجَوْزاء " عن ٱبن مسعود قال : ٱنطلقت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجنّ حتى أتى الحَجُون فخطّ عليّ خطًّا ، ثم تقدّم إليهم فٱزدحموا عليه ، فقال سيّدهم يقال له وَرْدان : أنا أَزْجُلهم عنك فقال : { إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ } " ذكره الماورديّ . قال : ويحتمل معنيين أحدهما لن يجيرني مع إجارة الله لي أحد . الثاني لن يجيرني مما قدره الله تعالى عليّ أحد . { وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } أي ملتجأً ألجأ إليه قاله قتادة . وعنه : نصيراً ومولىً . السُّديّ : حِرزاً . الكَلْبي : مَدْخلاً في الأرض مثل السَّرَب . وقيل : وليًّا ولا مولَى . وقيل مذهباً ولا مسلكاً . حكاه ٱبن شجرة ، والمعنى واحد ومنه قول الشاعر : @ يا لَهْفَ نفسي ولَهْفِي غيرُ مجِديةٍ عَنِّي وما مِن قَضاءِ اللَّهِ مُلْتَحَدُ @@ { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ } فإن فيه الأمان والنجاة قاله الحسن . وقال قتادة : { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ } فذلك الذي أملكه بتوفيق الله ، فأما الكفر والإيمان فلا أملكهما . فعلى هذا يكون مردوداً إلى قوله تعالى : { قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً } أي لا أملك لكم إلا أن أبلغكم . وقيل : هو ٱستثناء منقطع من قوله : { لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً } أي إِلا أن أبلغكم أي لكن أبلغكم ما أرسلت به قاله الفراء . وقال الزجاج : هو منصوب على البدل من قوله : « مُلْتَحَداً » أي { وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } إلا أن أبلغ ما يأتيني من الله ورسالاته أي ومن رسالاته التي أمرني بتبليغها . أو إلا أن أبلغ عن الله وأعمل برسالته ، فآخذ نفسي بما آمر به غيري . وقيل هو مصدر ، و « لا » بمعنى لم ، و « إن » للشرط . والمعنى لن أجد من دونه ملتحداً : أي إن لم أبلغ رسالات ربي بلاغا . قوله تعالى : { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في التوحيد والعبادة . { فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ } كسرت إن لأن ما بعد فاء الجزاء موضع ٱبتداء وقد تقدم . { خَالِدِينَ فِيهَآ } نصب على الحال ، وجمع « خَالِدِينَ » لأن المعنى لكل من فعل ذلك ، فوحد أوّلاً للفظ « مَن » ثم جمع للمعنى . وقوله { أَبَداً } دليل على أن العصيان هنا هو الشرك . وقيل : هو المعاصي غير الشرك ، ويكون معنى { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } إلا أن أعفو أو تلحقهم شفاعة ، ولا محالة إذا خرجوا من الدنيا على الإيمان يلحقهم العفو . وقد مضى هذا المعنى مبيّناً في سورة « النساء » وغيرها . قوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } « حَتَّى » هنا مبتدأ ، أي { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } من عذاب الآخرة ، أو ما يوعدون من عذاب الدنيا ، وهو القتل ببدر { فَسَيَعْلَمُونَ } حينئذ { مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً } أهم أم المؤمنون . { وَأَقَلُّ عَدَداً } معطوف . قوله تعالى : { قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ } يعني قيام الساعة . وقيل : عذاب الدنيا أي لا أدري فـ « ـإن » بمعنى « ما » أو « لا » أي لا يعرف وقت نزول العذاب ووقت قيام الساعة إلا الله فهو غيب لا أعلم منه إلا ما يعرفنيه الله . و « ما » في قوله : « مَا يُوعَدُونَ » : يجوز أن يكون مع الفعل مصدراً ، ويجوز أن تكون بمعنى الذي ويقدّر حرف العائد . { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } أي غاية وأجلاً . وقرأ العامة بإسكان الياء من ربي . وقرأ الحِرْميان وأبو عمرو بالفتح .