Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-4)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه ست مسائل : الأولى قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } أي يا ذا الذي قد تدثّر بثيابه ، أي تغشَّي بها ونام ، وأصله المتدثر فأدغمت التاء في الدال لتجانسهما . وقرأ أبَيّ « الْمُتَدثّر » على الأصل . وقال مقاتل : معظم هذه السورة في الوليد بن المغيرة . وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحدِّث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدّث عن فَترة الوحي قال في حديثه : " فبينما أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء فرفعت رأسي ، فإذا المَلَك الذي جاءني بحراء جالساً على كرسي بين السماء والأرض " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فجُئِثْتُ منه فَرَقاً ، فرجعت فقلت زمّلوني زمّلوني ، فدثروني ، فأنزل الله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } " في رواية قبل أن تفرض الصلاة وهي الأوثان قال : " ثم تتابع الوحي " خرجه الترمذي أيضاً وقال : حديث حسن صحيح . قال مسلم : وحدّثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا الوليد ابن مسلم ، قال : حدثنا الأوزاعيّ قال : سمعت يحيى يقول : سألت أبا سلمة : أيُّ القرآن أنزل قبلُ ؟ قال : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } فقلت : أو « ٱقرأ » . فقال : سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل قبلُ ؟ قال : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } فقلت : أو « ٱقرأ » فقال جابر : أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " جاورت بحِراء شهراً ، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي ، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أرا أحداً ، ثم نوديت فنظرت فلم أر أحداً ، ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء يعني جبريل صلى الله عليه وسلم فأخذتني رَجْفةٌ شديدةٌ ، فأتيت خديجة فقلت دثِّروني ، فدثَّروني فصبُّوا عليّ ماء ، فأنزل الله عز وجل : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } " خرجه البخاريّ وقال فيه : " « فأتيت خديجة فقلت دثِّروني وصُبُّوا عليّ ماءً بارداً ، فدثَّروني وصَبُّوا عليّ ماءً بارداً فنزلت : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ * وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } " ٱبن العربيّ : وقد قال بعض المفسرين إنه جرى على النبيّ صلى الله عليه وسلم من عُقْبة بن ربيعة أمر ، فرجع إلى منزله مغموماً ، فقَلِق وٱضطجع ، فنزلت : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } وهذا باطل . وقال القشيريّ أبو نصر : وقيل بلغه قولُ كفار مكة أنت ساحر ، فوجِد من ذلك غمًّا وحُمَّ ، فتدثَّر بثيابه ، فقال الله تعالى : { قُمْ فَأَنذِرْ } أي لا تفكر في قولهم ، وبلغهم الرسالة . وقيل : ٱجتمع أبو لهب وأبو سفيان والوليد بن المغيرة والنضر بن الحرث وأميّة بن خلف والعاص بن وائل ومُطعِم بن عديّ وقالوا : قد ٱجتمعت وفود العرب في أيام الحج ، وهم يتساءلون عن أمر محمد ، وقد ٱختلفتم في الإخبار عنه فمن قائل يقول مجنون ، وآخر يقول كاهن ، وآخر يقول شاعر ، وتعلم العرب أن هذا كله لا يجتمع في رجل واحد ، فسمّوا محمداً باسم واحد يجتمعون عليه ، وتسميه العرب به ، فقام منهم رجل فقال : شاعر فقال الوليد : سمعت كلام ٱبن الأبرص ، وأمية بن أبي الصَّلْت ، وما يشبه كلامُ محمدٍ كلاَم واحد منهما فقالوا : كاهن . فقال : الكاهن يَصدُق ويكذِب وما كَذَب محمد قطّ فقام آخر فقال : مجنون فقال الوليد : المجنون يَخنُق الناس وما خَنَق محمد قطّ . وٱنصرف الوليد إلى بيته ، فقالوا : صبأ الوليد بن المغيرة فدخل عليه أبو جهل وقال : مالك يا أبا عبد شمس ! هذه قريش تجمع لك شيئاً يعطونكه ، زعموا أنك قد ٱحتجت وصبأت . فقال الوليد : مالي إلى ذلك حاجة ، ولكني فكرت في محمد ، فقلت : ما يكون من الساحر ؟ فقيل : يفرق بين الأب وٱبنه ، وبين الأخ وأخيه ، وبين المرأة وزوجها ، فقلتُ : إنه ساحر . شاع هذا في الناس وصاحوا يقولون : إن محمداً ساحر . ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته محزوناً فتدثر بقطيفة ، ونزلت : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } . وقال عكرمة : معنى { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } أي المدَّثر بالنبوّة وأثقالها . ٱبن العربي : وهذا مجاز بعيد لأنه لم يكن تنبأ بعد . وعلى أنها أوّل القرآن لم يكن تمكن منها بعد أن كانت ثاني ما نزل . الثانية قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } : ملاطفة في الخطاب من الكريم إلى الحبيب إذ ناداه بحاله ، وعبّر عنه بصفته ، ولم يقل يا محمد ويا فلان ، ليستشعر اللين والملاطفة من ربه كما تقدم في سورة « المزمل » . ومثله " قول النبيّ صلى الله عليه وسلم لعليّ إذ نام في المسجد : « قم أبا تراب » " وكان خرج مغاضباً لفاطمة رضي الله عنها فسقط رداؤه وأصابه ترابه خرجه مسلم . ومثله " قوله عليه الصلاة والسلام لحذيفة ليلة الخندق : « قم يا نَوْمان » " وقد تقدّم . الثالثة قوله تعالى : { قُمْ فَأَنذِرْ } أي خوّف أهل مكة وحذِّرهم العذاب إن لم يُسلِموا . وقيل : الإنذار هنا إعلامهم بنبوّته لأنه مقدمة الرسالة . وقيل : هو دعاؤهم إلى التوحيد لأنه المقصود بها . وقال الفراء : قم فصلّ وأمر بالصلاة . الرابعة قوله تعالى : { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } أي سيّدك ومالكك ومصلح أمرك فعظّم ، وصِفْه بأنه أكبر من أن يكون له صاحبة أو ولد . وفي حديث أنهم قالوا : بِم تُفتتَح الصلاة ؟ فنزلت : { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } أي وصفْه بأنه أكبر . قال ٱبن العربيّ : وهذا القول وإن كان يقتضي بعمومه تكبير الصلاة ، فإنه مراد به التكبير والتقديس والتنزيه ، لخلع الأنداد والأصنام دونه ، ولا تتخذ وليًّا غيره ، ولا تعبد سواه ، ولا ترى لغيره فعلاً إلا له ، ولا نعمة إلا منه . وقد روي " أن أبا سفيان قال يوم أُحد : ٱعلُ هُبَل فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « قولوا الله أعلى وأجّل » " وقد صار هذا اللفظ بعرف الشرع في تكبير العبادات كلها أذاناً وصلاة وذكراً بقوله : " الله أكبر " وحمل عليه لفظ النبيّ صلى الله عليه وسلم الوارد على الإطلاق في موارد منها قوله : " تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم " والشرع يقتضي بعرفه ما يَقْتضي بعمومه ، ومن موارده أوقات الإهلال بالذبائح لله تخليصاً له من الشِّرك ، وإعلاناً باسمه في النُّسك ، وإفراداً لما شرع منه لأمره بالسَّفْك . قلت : قد تقدّم في أوّل سورة « البقرة » أن هذا اللفظ « الله أكبر » هو المتعبد به في الصلاة ، المنقول عن النبيّ صلى الله عليه وسلم . وفي التفسير : أنه لما نزل قوله تعالى : { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " الله أكبر " فكبّرت خديجة ، وعلمت أنه الوحي من الله تعالى ذكره القشيريّ . الخامسة الفاء في قوله تعالى : { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } دخلت على معنى جواب الجزاء كما دلت في « فَأَنْذِرْ » أي قم فأنذر وقم فكبر ربك قاله الزجاج . وقال ٱبن جنّي : هو كقولك زيداً فاضرب أي زيداً ٱضرب ، فالفاء زئداة . السادسة قوله تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } فيه ثمانية أقوال : أحدهما أن المراد بالثياب العمل . الثاني القلب . الثالث النفس . الرابع الجسم . الخامس الأهل . السادس الخلق . السابع الدين . الثامن الثياب الملبوسات على الظاهر . فمن ذهب إلى القول الأوّل قال : تأويل الآية وعملك فأصلح قاله مجاهد وٱبن زيد . وروى منصور عن أبي رَزِين قال : يقول وعملك فأصلح قال : وإذا كان الرجل خبيث العمل قالوا إن فلاناً خبيث الثياب ، وإذا كان حسن العمل قالوا إن فلاناً طاهر الثياب ونحوه عن السُّديّ . ومنه قول الشاعر : @ لا هُمَّ إنّ عامَر بن جَهْمِ أَوْذَمَ حَجًّا في ثِيابٍ دُسْمِ @@ ومنه ما رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يُحشَر المرءُ في ثوبيه اللذين مات عليهما " يعني عمله الصالح والطالح ذكره الماورديّ . ومن ذهب إلى القول الثاني قال : إن تأويل الآية وقلبك فطهِّر قاله ٱبن عباس وسعيد بن جُبير دليله قول ٱمريء القيس : @ فَسُلِّـي ثيابـي مـن ثيابـك تَنْسُـلِ @@ أي قلبي من قلبك . قال الماوردي : ولهم في تأويل الآية وجهان : أحدهما معناه وقلبك فطهّر من الإثم والمعاصي قاله ٱبن عباس وقتادة . الثاني وقلبك فطهر من الغدر أي لا تغدر فتكون دنس الثياب . وهذا مرويّ عن ٱبن عباس ، وٱستشهد بقول غيلان بن سلمة الثقفيّ : @ فإني بحمد الله لا ثوبَ فاجِر لبِستُ ولا مِن غَدْرَةٍ أَتَقنَّعُ @@ ومن ذهب إلى القول الثالث قال : تأويل الآية ونفسك فطهر أي من الذنوب . والعرب تكني عن النفس بالثياب قاله ٱبن عباس . ومنه قول عنترة : @ فَشَكَكْتُ بالرُّمْح الطَّوِيلِ ثيابَهُ ليس الكريمُ على القنا بُمَحرَّمِ @@ وقال ٱمرؤ القيس : @ فَسُلِّـي ثيابِـي مـن ثيابِـك تَنْسُـلِ @@ وقال : @ ثِيابُ بَني عوفٍ طَهارَى نِقيَّةٌ وأَوْجُهُهُمْ بيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ @@ أي أنفس بني عوف . ومن ذهب إلى القول الرابع قال : تأويل الآية وجسمك فطهر أي عن المعاصي الظاهرة . ومما جاء عن العرب في الكناية عن الجسم بالثياب قول ليلى ، وذكرت إبلاً : @ رموها بأَثيْابٍ خِفافٍ فلا تَرَى لها شَبَهاً إلاَّ النَّعامَ المُنَفَّرَا @@ أي ركبوها فرموها بأنفسهم . ومن ذهب إلى القول الخامس قال : تأويل الآية وأهلك فطهرهم من الخطايا بالوعظ والتأديب والعرب تسمى الأهل ثوباً ولباساً وإزاراً قال الله تعالى : { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } [ البقرة : 187 ] الماورديّ : ولهم في تأويل الآية وجهان : أحدهما معناه ونساءك فطهر ، باختيار المؤمنات العفائف . الثاني الاستمتاع بهنّ في القبل دون الدبر ، في الطهر لا في الحيض . حكاه ٱبن بحر . ومن ذهب إلى القول السادس قال : تأويل الآية وخلقك فحسِّن . قاله الحسن والقُرَظي لأن خلق الإنسان مشتمل على أحواله ٱشتمال ثيابه على نفسه . وقال الشاعر : @ ويَحْيَى لا يُلامُ بسوء خُلْقٍ ويَحْيى طَاهِرُ الأثوابِ حُرُّ @@ أي حسن الأخلاق . ومن ذهب إلى القول السابع قال : تأويل الآية ودينك فطهر . وفي الصحيحين عنه عليه السلام قال : " ورأيت الناس وعليهم ثياب ، منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما دون ذلك ، ورأيت عمر بن الخطاب وعليه إزار يجرّه » . قالوا : يا رسول الله فما أوّلت ذلك ؟ قال : الدِّين " وروى ٱبن وهب عن مالك أنه قال : ما يعجبني أن أقرأ القرآن إلا في الصلاة والمساجد لا في الطريق ، قال الله تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } يريد مالك أنه كنى عن الثياب بالدين . وقد روى عبد الله بن نافع عن أبي بكر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن مالك بن أنس في قوله تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } أي لا تلبسها على غَدْرة ومنه قول أبي كَبشة : @ ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيَّةٌ وَأَوْجُهُهُمْ بِيضُ الْمَسَافِرِ غُرَّانُ @@ يعني بطهارة ثيابهم : سلامتهم من الدناءات ، ويعني بغرة وجوههم تنزيهم عن المحرمات ، أو جمالهم في الخلقة أو كليهما قاله ٱبن العربي . وقال سفيان بن عيينة : لا تلبس ثيابك على كذب ولا جور ولا غدر ولا إثم قاله عِكرمة . ومنه قول الشاعر : @ أَوْذَمَ حَجًّـا فـي ثيـابٍ دُسْمِ @@ أي قد دنّسها بالمعاصي . وقال النابغة : @ رِقَاقُ النِّعالِ طيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرَّيْحَانِ يومَ السَّبَاسِبِ @@ ومن ذهب إلى القول الثامن قال : إن المراد بها الثياب الملبوسات ، فلهم في تأويله أربعة أوجه : أحدهما معناه وثيابك فأنقِ ومنه قول ٱمريء القيس : @ ثيـابُ بنـي عَـوْفٍ طَهَـارَى نَقِيَّـةٌ @@ الثاني وثيابك فشمِّرْ وقصِّرْ ، فإن تقصير الثياب أبعد من النجاسة ، فإذا ٱنجرَّت على الأرض لم يُؤْمَن أن يصيبها ما ينجسها قاله الزجاج وطاوس . الثالث { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } من النجاسة بالماء قاله محمد ابن سيرين وٱبن زيد والفقهاء . الرابع لا تلبس ثيابك إلا من كسب حلال لتكون مطهرة من الحرام . وعن ٱبن عباس : لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طاهر . ٱبن العربي وذكر بعض ما ذكرناه : ليس بممتنع أن تحمل الآية على عموم المراد فيها بالحقيقة والمجاز ، وإذا حملناها على الثياب المعلومة الطاهرة فهي تتناول معنيين : أحدهما تقصير الأذيال لأنها إذا أرسلت تدنست ، ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لغلام من الأنصار وقد رأى ذيله مسترخياً : ٱرفع إزارك فإنه أتقى وأنقى وأبقى . وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " إِزْرَةُ المؤمنِ إلى أنصاف ساقيه ، لا جُناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ، وما كان أسفل من ذلك ففي النار " فقد جعل النبيّ صلى الله عليه وسلم الغاية في لباس الإزار الكعب وتوعّد ما تحته بالنار ، فما بال رجال يرسلون أذيالهم ، ويطيلون ثيابهم ، ثم يتكلفون رفعها بأيديهم ، وهذه حالة الكِبْر ، وفائدة العُجْب ، وأشدّ ما في الأمر أنهم يَعصُون وينجسون ويُلْحِقون أنفسهم بمن لم يجعل الله معه غيره ولا ألحق به سواه . قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " لا ينظر الله إلى من جرّ ثوبه خيلاء " ولفظ الصحيح : " من جرّ إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " . " قال أبو بكر : يا رسول الله ! إن أحد شِقّي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لست ممن يصنعه خيلاء » " فعمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي ، وٱستثنى الصديق ، فأراد الأدنياء إلحاق أنفسهم بالرفعاء ، وليس ذلك لهم . والمعنى الثاني غسلها من النجاسة وهو ظاهر منها ، صحيح فيها . المهدويّ : وبه ٱستدل بعض العلماء على وجوب طهارة الثوب قال ٱبن سيرين وٱبن زيد : لا تصلّ إلا في ثوب طاهر . وٱحتج بها الشافعيّ على وجوب طهارة الثوب . وليست عند مالك وأهل المدينة بفرض ، وكذلك طهارة البدن ، ويدل على ذلك الإجماع على جواز الصلاة بالاستجمار من غير غسل . وقد مضي هذا القول في سورة « براءة » مستوفىً .