Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 48-50)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } أي إذا قيل لهؤلاء المشركين : { ٱرْكَعُواْ } أي صلّوا { لاَ يَرْكَعُونَ } أي لا يصلون قاله مجاهد . وقال مقاتل : " نزلت في ثقيف ، امتنعوا من الصلاة فنزل ذلك فيهم . قال مقاتل : قال لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم : « أسلموا » وأمرهم بالصلاة فقالوا : لا ننحني فإنها مَسبَّة علينا ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود » " يُذْكَر أن مالكاً رحمه الله دخل المسجد بعد صلاة العصر ، وهو ممن لا يرى الركوع بعد العصر ، فجلس ولم يركع ، فقال له صبيّ : يا شيخ قم فٱركع . فقام فركع ولم يحاجِّه بما يراه مذهباً ، فقيل له في ذلك ، فقال : خشيت أن أكون من الذين { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } . وقال ٱبن عباس : إنما يقال لهم هذا في الآخرة حين يُدْعون إلى السجود فلا يستطيعون . قتادة : هذا في الدنيا . ٱبن العربيّ : هذه الآية حجة على وجوب الركوع وإنزاله ركناً في الصلاة وقد ٱنعقد الإجماع عليه ، وظن قوم أن هذا إنما يكون في القيامة وليست بدار تكليف فيتوجه فيها أمر يكون عليه ويل وعقاب ، وإنما يُدْعون إلى السجود كشفاً لحالِ الناس في الدنيا ، فمن كان لِلَّهِ يسجد يمكن من السجود ، ومن كان يسجد رثاء لغيره صار ظهره طَبَقاً واحداً . وقيل : أي إذا قيل لهم ٱخضعوا للحق لا يخضعون ، فهو عام في الصلاة وغيرها وإنما ذكر الصلاة ، لأنها أصل الشرائع بعد التوحيد . وقيل : الأمر بالإيمان لأنها لا تصح من غير إيمان . قوله تعالى : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } أي إن لم يصدقوا بالقرآن الذي هو المعجز والدلالة على صدق الرسول عليه السلام ، فبأي شيء يصدّقون ! وكُرِّر « ويل يومِئذٍ للمكذبِين » لمعنى تكرير التخويف والوعيد . وقيل : ليس بتكرار ، لأنه أراد بكل قول منه غير الذي أراد بالآخر كأنه ذكر شيئاً فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئاً آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئاً آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا . ثم كذلك إلى آخرها . ختمت السورة ولله الحمد .