Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 19-19)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } شرطٌ وجوابه . وفيه ثلاثة أقوال : يكون خطاباً للكفار لأنهم استفتحوا فقالوا : اللَّهُمّ أقطعُنا للرّحم وأظلَمُنا لصاحبه فٱنصره عليه . قاله الحسن ومجاهد وغيرهما . وكان هذا القول منهم وقت خروجهم لنُصرة العير . وقيل : قاله أبو جهل وقت القتال . وقال النّضر بن الحارث اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ٱئتنا بعذاب أليم . وهو ممن قتل ببدر . والاستفتاح : طلب النصر أي قد جاءكم الفتح ولكنه كان للمسلمين عليكم . أي فقد جاءكم ما بان به الأمر ، وٱنكشف لكم الحق . { وَإِن تَنتَهُواْ } أي عن الكفر { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } . { وَإِن تَعُودُواْ } أي إلى هذا القول وقتال محمد . { نَعُدْ } إلى نصر المؤمنين . { وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ } أي عن جماعتكم { شَيْئاً } . { وَلَوْ كَثُرَتْ } أي في العدد . الثاني : يكون خطاباً للمؤمنين أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر . وإن « تَنْتَهُوا » أي عن مثل ما فعلتموه من أخذ الغنائم والأسرىٰ قبل الإذن « فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ » . « وَإنْ تَعُودُوا » أي إلى مثل ذلك نعد إلى توبيخكم . كما قال : { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ } الآية . والقول الثالث : أن يكون { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } خطاباً للمؤمنين وما بعده للكفار . أي وإن تعودوا إلى القتال نعد إلى مثل وقعة بدر . القشيري : والصحيح أنه خطاب للكفار فإنهم لما نَفَرُوا إلى نصرة العير تعلّقوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم ٱنصر أهدى الطائفتين ، وأفضل الدِّينين . المهدوِيّ : وروي أن المشركين خرجوا معهم بأستار الكعبة يستفتحون بها ، أي يستنصرون . قلت : ولا تعارض لاحتمال أن يكونوا فعلوا الحالتين . { وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بكسر الألف على الاستئناف ، وبفتحها عطف على قوله : « وَأَنَّ اللَّهُ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ » . أو على قوله : « أَنِّي مَعَكُمْ » . والمعنىٰ : ولأن الله والتقدير لكثرتها وأن الله . أي من كان الله في نصره لم تغلبه فئة وإن كثرت .