Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 27-27)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
روي أنها نزلت في أبي لُبابة بن عبد المنذر حين أشار إلى بني قُريظة بالذبح . قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله فنزلت هذه الآية . فلما نزلت شدّ نفسه إلى سارية من سواري المسجد ، وقال : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت ، أو يتوب الله عليّ . الخبر مشهور . وعن عكرمة قال : " لما كان شأن قريظة بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم عليّاً رضي الله عنه فيمن كان عنده من الناس فلما ٱنتهى إليهم وقَعُوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء جبريل عليه السلام على فرس أبلق فقالت عائشة رضي الله عنها : فلكأنّي أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه جبريل عليهما السلام فقلت : هذا دِحية يا رسول الله ؟ فقال : « هذا جبريل عليه السلام » . قال : « يا رسول الله ما يمنعك من بني قُريظة أن تأتيهم » ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فيكف لي بحصنهم » ؟ فقال جبريل : « فإني أدخل فرسي هذا عليهم » . فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً مُعْرَوْرًى فلما رآه عليّ رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، لا عليك ألاّ تأتيهم ، فإنهم يشتمونك . فقال : « كلا إنها ستكون تحية » . فأتاهم النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : « يا إخوة القردة والخنازير » فقالوا : يا أبا القاسم ، ما كنت فحاشاً ! فقالوا : لا ننزل على حكم محمد ، ولكنا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزل . فحكم فيهم أن تقتل مقاتِلتهم وتُسْبَى ذراريهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بذلك طرقني المَلَكَ سَحَراً » " فنزل فيهم { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . نزلت في أبي لُبابة ، أشار إلى بني قُريظة حين قالوا : ننزل على حكم سعد بن معاذ ، لا تفعلوا فإنه الذبح ، وأشار إلى حلقه . وقيل : نزلت الآية في أنهم كانوا يسمعون الشيء من النبيّ صلى الله عليه وسلم فيُلقونه إلى المشركين ويُفشونه . وقيل : المعنى بغلول الغنائم . ونسبتها إلى الله لأنه هو الذي أمر بقسمتها . وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه المؤدّي عن الله عز وجل والقَيِّم بها . والخيانة : الغدر وإخفاء الشيء ومنه : { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } [ غافر : 19 ] وكان عليه السلام يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البِطانة " خرّجه النسائي عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول … فذكره . { وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ } في موضع جزم ، نسقاً على الأوّل . وقد يكون على الجواب كما يقال : لا تأكل السمك وتشرب اللبن . والأمانات : الأعمال التي ٱئتمن الله عليها العباد . وسميت أمانة لأنها يُؤمَن معها من منع الحق مأخوذة من الأمن . وقد تقدّم في « النساء » القول في أداء الأمانات والودائع وغير ذلك . { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أي ما في الخيانة من القبح والعار . وقيل : تعلمون أنها أمانة .