Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 42-42)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالىٰ : { إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ } أي أنزلنا إذ أنتم على هذه الصفة . أو يكون المعنىٰ : واذكروا إذ أنتم . والْعُدْوة : جانب الوادي . وقرىء بضم العين وكسرها فعلى الضم يكون الجمع عُدى ، وعلى الكسر عِدى ، مثل لحية ولِحىً ، وفرية وفِرىً . والدنيا : تأنيث الأدنىٰ . والقصوىٰ : تأنيث الأقصىٰ . من دنا يدنو ، وقَصَا يقصو . ويقال : القصيا . والأصل الواو ، وهي لغة أهل الحجاز قصوىٰ . فالدنيا كانت مما يلي المدينة ، والقصوىٰ مما يلي مكة . أي إذ أنتم نزول بشفير الوادي بالجانب الأدنىٰ إلى المدينة ، وعدوكم بالجانب الأقصىٰ . { وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ } يعني ركب أبي سفيان وغيره . كانوا في موضع أسفل منهم إلى ساحل البحر فيه الأمتعة . وقيل : هي الإبل التي كانت تحمل أمتعتهم ، وكانت في موضع يأمنون عليها توفيقاً من الله عز وجل لهم ، فذكّرهم نعمه عليهم . « الركب » ابتداء « أسفل منكم » ظرف في موضع الخبر . أي مكاناً أسفل منكم . وأجاز الأخفش والكسائي والفراء « الركبُ أسفلُ منكم » أي أشد تسفلاً منكم . والرَّكْبُ جمع راكب . ولا تقول العرب : رَكْب إلا للجماعة الراكبي الإبل . وحكى ابن السِّكِّيت وأكثر أهل اللغة أنه لا يقال راكب وركب إلا للذي على الإبل ، ولا يقال لمن كان على فرس أو غيرها راكب . والرَّكْب والأرْكُب والرّكبان والراكبون لا يكونون إلا على جمال عن ابن فارس . { وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَادِ } أي لم يكن يقع الاتفاق لكثرتهم وقلتكم فإنكم لو عرفتم كثرتهم لتأخرتم فوفق الله عز وجل لكم . { لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } من نصر المؤمنين وإظهار الدِّين . واللام في « لِيَقْضِيَ » متعلقة بمحذوف . والمعنىٰ : جمعهم ليقضي الله ، ثم كررها فقال : { لِّيَهْلِكَ } أي جمعهم هنالك ليقضي أمراً . { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ } « مَن » في موضع رفع . « ويَحْيَا » في موضع نصب عطف على ليهلك . والبينة إقامة الحجة والبرهان . أي ليموت من يموت عن بينة رآها وعبرة عاينها . فقامت عليه الحجة . وكذلك حياة من يحيا . وقال ابن إسحاق : ليكفر من كفر بعد حجة قامت عليه وقطعت عذره ، ويؤمن من آمن على ذلك . وقُرىء « من حيي » بيائين على الأصل . وبياء واحدة مشدّدة ، الأولىٰ قراءة أهل المدينة والبَزِّي وأبي بكر . والثانية قراءة الباقين . وهي اختيار أبي عبيد لأنها كذلك وقعت في المصحف .