Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 85, Ayat: 20-22)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } أي يقدر على أن يُنْزل بهم ما أنزل بفرعون . والمحاط به كالمحصور . وقيل : أي والله عالم بهم فهو يجازيهم . { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } أي متناهٍ في الشرف والكرم والبركة ، وهو بيان ما بالناس الحاجة إليه من أحكام الدين والدنيا ، لا كما زعم المشركون . وقيل « مجيد » : أي غير مخلوق . { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } أي مكتوب في لوح . وهو محفوظ عند الله تعالى من وصول الشياطين إليه . وقيل : هو أمّ الكتاب ومنه انتُسخ القرآن والكتب . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : اللوح من ياقوته حمراء ، أعلاه معقود بالعرش وأسفله في حجر مَلَك يقال له ما طِرْيون ، كتابه نور ، وقلمه نور ، ينظر الله عزّ وجلّ فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء يرفع وضيعا ، ويضع رفيعاً ، ويغنى فقيراً ، ويفقر غنياً يحيى ويميت ، ويفعل ما يشاء لا إله إلا هو . وقال أنس بن مالك ومجاهد : إن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله تعالى في جبهة إسرافيل . وقال مقاتل : اللوح المحفوظ عن يمين العرش . وقيل : اللوح المحفوظ الذي فيه أصناف الخلق والخليقة ، وبيان أمورهم ، وذكر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم ، والأقضية النافذة فيهم ، ومآل عواقب أمورهم وهو أم الكتاب . وقال ابن عباس : " أوّل شيء كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ « إني أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد رسولي ، مِن استسلم لقضائي ، وصبر على بلائي ، وشكر نعمائي ، كتبته صدِّيقاً وبعثته مع الصدّيقين ، ومن لم يستسلم لقضائي ولم يصبِر على بلائي ، ولم يشكر نعمائي ، فليتخذ إلهاً سواي » " وكتب الحجاج إلى محمد ابن الحنفية رضي الله عنه يتوعده فكتب إليه ابن الحنفية : « بلغني أن لله تعالى في كل يوم ثلثمائة وستين نظرة في اللوح المحفوظ ، يُعِز ويذلّ ، ويبتلي ويُفْرح ، ويفعل ما يريد فلعل نظرة منها تشغلك بنفسك ، فتشتغل بها ولا تتفرغ » . وقال بعض المفسرين : اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرأونه . وقرأ ابن السَّمَيْقع وأبو حَيْوة « قرآن مجيد » على الإضافة أي قرآن ربٍّ مجيد . وقرأ نافع « في لوحٍ محفوظ » بالرفع نعتاً للقرآن أي بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح . الباقون بالجر نعتاً للوح . والقرّاء متفقون على فتح اللام من « لوح » إلا ما روي عن يحيى بن يعمَر فإنه قرآن « لُوحٍ » بضم اللام أي إنه يلوح ، وهو ذو نور وعلو وشرف . قال الزمخشريّ : واللُّوح الهواء يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح . وفي الصحاح : لاح الشيء يلوح لَوْحاً أي لَمَحَ . ولاحهُ السفر : غيره . ولاح لوحاً ولواحاً : عطِش ، والتاح مثله . واللَّوح : الكتِف ، وكل عظم عريض . واللوح : الذي يكتب فيه . واللُّوح بالضم : الهواء بين السماء والأرض . والحمد لله .