Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 11-13)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } يعني عاداً وثموداً وفرعون « طَغَوْا » أي تمرّدوا وعَتَوْا وتجاوزوا القدر في الظلم والعُدوان . { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } أي الجَوْر والأذى و { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ } أحسن الوجوه فيه أن يكون في محل النصب على الذمّ . ويجوز أن يكون مرفوعاً على : هم الذين طغوا ، أو مجروراً على وصف المذكورين : عادٍ ، وثمودٍ ، وفرعونَ . { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } أي أفرغ عليهم وألقَى يقال : صبّ على فلان خِلعة ، أي ألقاها عليه . وقال النابغة : @ فَصبّ عليه الله أحْسَنَ صَنْعِه وكان له بين البرِية ناصرا @@ { سَوْطَ عَذَابٍ } أي نصِيب عذاب . ويقال : شِدّته لأن السوط كان عندهم نهاية ما يُعَذَّب به . قال الشاعر : @ ألم تر أن الله أظهرَ دِينه وصبَّ على الكفار سَوْطَ عَذابِ @@ وقال الفرّاء : وهي كلمة تقولها العرب لكل نوع من أنواع العذاب . وأصل ذلك أن السوط هو عذابهم الذي يُعذِّبون به ، فجرى لكل عذاب إذ كان فيه عندهم غاية العذاب . وقيل : معناه عذاب يخالط اللحم والدم من قولهم : ساطه يَسوطه سَوْطاً أي خلطه ، فهو سائط . فالسوط : خلط الشيء بعضِه ببعض ومنه سمي المِسْواط . وسَاطَهُ أي خَلَطه ، فهو سائط ، وأكثر ذلك يقال : سَوَّط فلان أموره . قال : @ فَسُطْها ذَمِيمَ الرأْيِ غَير مُوَفَّقٍ فلست على تَسوِيطها بمُعانِ @@ قال أبو زيد : يقال أموالهم سَوِيطة بينهم أي مختلطة . حكاه عنه يعقوب . وقال الزجاج : أي جعل سوطَهم الذي ضربهم به العذاب . يقال : ساط دابته يَسُوطها أي ضربها بسوطه . وعن عمرو بن عُبيد : كان الحسن إذا أتى على هذه الآية قال : إن عند الله أسواطاً كثيرة ، فأخذهم بسوط منها . وقال قتادة : كل شيء عذب الله تعالى به فهو سوط عذاب .