Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 31-31)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالىٰ : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ } الأحبار جمع حبر ، وهو الذي يحسن القول وينظِّمه ويتقنه بحسن البيان عنه . ومنه ثوب محبرّ أي جمع الزينة . وقد قيل في واحد الأحبار : حبر بكسر الحاء . والمفسرون على فتحها . وأهل اللغة على كسرها . قال يونس : لم أسمعه إلاَّ بكسر الحاء ، والدليل على ذلك أنهم قالوا : مداد حِبر يريدون مداد عالم ، ثم كثر الاستعمال حتى قالوا للمداد حبر . قال الفرّاء : الكسر والفتح لغتان . وقال ابن السِّكيت : الحِبر بالكسر المداد ، والحبر بالفتح العالِم . والرّهبان جمع راهب مأخوذ من الرّهبة ، وهو الذي حمله خوف الله تعالىٰ على أن يخلص له النية دون الناس ، ويجعل زمانه له وعمله معه وأنسه به . قوله تعالىٰ : { أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ } قال أهل المعاني : جعلوا أحبارهم ورُهْبانهم كالأرباب حيث أطاعوهم في كل شيء ومنه قوله تعالىٰ : { قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً } [ الكهف : 96 ] أي كالنار . قال عبد الله بن المبارك : @ وهل أفسد الدّينَ إلاَّ الملوك وأحبارُ سوء ورُهبانها @@ روى الأعمش وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البَخْتَرِيّ قال : سئل حذيفة عن قول الله عزّ وجلّ : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ } هل عبدوهم ؟ فقال لا ، ولكن أحَلّوا لهم الحرام فاستحلّوه ، وحرّموا عليهم الحلال فحرّموه . وروى الترمذِيّ " عن عدِيّ بن حاتم قال : أتيت النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب . فقال : « ما هذا يا عدِيّ ٱطرح عنك هذا الوثن » وسمعته يقرأ في سورة « براءة » « اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُون اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ » ثم قال : « أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئاً استحلّوه وإذا حرّموا عليهم شيئاً حرّموه » " قال : هذا حديث غريب لا يُعرف إلاَّ من حديث عبد السَّلام بن حرب . وغُطيف بن أَعْيَن ليس بمعروف في الحديث . قوله تعالىٰ : { وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ } مضى الكلام في اشتقاقه في « آل عمران » . والمسيح : العَرَق يسيل من الجبين . ولقد أحسن بعض المتأخرين فقال : @ أفرح فسوف تألف الأحزانا إذا شهدت الحشر والميزانا وسال من جبينك المسيح كأنه جداول تسيح @@ ومضى في « النساء » معنى إضافته إلى مريم أمّه .