Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 69-69)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه ثلاث مسائل : الأُولىٰ قوله تعالىٰ : { كَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } قال الزجاج : الكاف في موضع نصب ، أي وعد الله الكفار نار جهنم وعداً كما وَعَد الذين من قبلهم . وقيل : المعنى فعلتم كأفعال الذين من قبلكم في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف فحذف المضاف . وقيل : أي أنتم كالذين من قبلكم فالكاف في محل رفع لأنه خبر ابتداء محذوف . ولم ينصرف « أشَدَّ » لأنه أفعل صفة . والأصل فيه أَشْدَد ، أي كانوا أشدّ منكم قوّة فلم يتهيأ لهم ولا أمكنهم رفع عذاب الله عزّ وجلّ . الثانية روى سعيد عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " « تأخذون كما أخذت الأُمم قبلكم ذراعاً بذراع وشبراً بشبر وباعاً بباع حتى لو أن أحداً من أُولئك دخل جُحْر ضَبٍّ لدخلتموه » . قال أبو هريرة : وإن شئتم فٱقرءوا القرآن : { كَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَٱسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ } قال أبو هريرة : والخَلاَق الدِّين { فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ } حتى فرغ من الآية . قالوا : يا نبيّ الله ، فما صنعت اليهود والنصارى ؟ قال : « وما الناس إلاَّ هم » " وفي الصحيح عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : " « لتَتَّبِعُنّ سنَن مَنْ قبلَكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضَبّ لدخلتموه » قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : « فمن » " ؟ وقال ابن عباس : ما أشبه الليلة بالبارحة ، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم . ونحوه عن ابن مسعود . الثالثة قوله تعالى : { فَٱسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ } أي انتفعوا بنصيبهم من الدِّين كما فعل الذين من قبلهم . { وَخُضْتُمْ } خروج من الغيبة إلى الخطاب . { كَٱلَّذِي خَاضُوۤاْ } أي كخوضهم . فالكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي وخضتم خوضاً كالذين خاضوا . و « الذي » اسم ناقص مثلُ مَن ، يعبّر به عن الواحد والجمع . وقد مضى في « البقرة » . ويقال : خُضْت الماء أخوضه خَوْضاً وخِياضاً . والموضع مخاضَة وهو ما جاز الناسُ فيها مُشاةً ورُكباناً . وجمعها المخَاض والمَخاوِض أيضاً عن أبي زيد . وأخضت دابتي في الماء . وأخاض القوم ، أي خاضت خيلهم . وخضت الغَمرات : اقتحمتها . ويقال : خاضه بالسيف ، أي حرّك سيفه في المضروب . وخَوّض في نَجِيعه شدّد للمبالغة . والمِخْوَض للشّراب كالمِجْدح للسَّويق يقال منه : خضت الشراب . وخاض القوم في الحديث وتخاوضوا أي تفاوضوا فيه فالمعنى : خضتم في أسباب الدنيا باللّهو واللعب . وقيل : في أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالتكذيب . { أُوْلَـٰئِكَ حَبِطَتْ } بطلت . وقد تقدّم . { أَعْمَالُهُمْ } حسناتهم . { وَأُوْلَئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } وقد تقدّم أيضاً .