Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 8-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } أعاد التعجب من أن يكون لهم عهد مع خُبث أعمالهم أي كيف يكون لهم عهد وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاَّ ولا ذمة . يقال : ظهرتُ على فلان أي غلبته ، وظهرت البيت علوته ومنه « فَمَا ٱسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوه » أي يعلو عليه . قوله تعالى : { لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } « يرقبوا » يحافظوا . والرقيب الحافظ . وقد تقدم . « إلاًّ » عهداً عن مجاهد وابن زيد . وعن مجاهد أيضاً : هو اسم من أسماء الله عز وجل . ابن عباس والضحاك : قرابة . الحسن : جِواراً . قتادة : حِلْفاً ، و « ذِمَّةً » عهداً . أبو عبيدة : يميناً . وعنه أيضاً : إلاَّ العهد ، والذمة التذمم . الأزهري : ٱسم الله بالعبرانية وأصله من الألِيل وهو البريق يقال ألّ لونه يَؤُلُّ أَلاًّ ، أي صَفَا ولَمَع . وقيل : أصله من الحدّة ومنه الأَلّة للحربة ومنه أُذُن مُؤَلَّلة أي محدّدة . ومنه قول طَرفَة بن العبد يصف أذني ناقته بالحدّة والانتصاب : @ مُؤَلَّلتان تعرف العِتْق فيهما كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَل مُفْرَدِ @@ فإذا قيل للعهد والجِوار والقرابة « إلّ » فمعناه أن الأُذُن تُصرف إلى تلك الجهة أي تحدّد لها . والعهد يسمّى « إلاًّ » لصفائه وظهوره . ويجمع في القلة آلال . وفي الكثرة إلاَلٌ . وقال الجوهري وغيره : الإلّ بالكسر هو الله عز وجل ، والإلّ أيضاً العهد والقرابة . قال حسان : @ لعمرُكِ إنّ إلَّكِ من قريش كإلّ السَّقْب من رَأَل النَّعام @@ قوله تعالى : { وَلاَ ذِمَّةً } أي عهداً . وهي كل حُرمة يلزمك إذا ضيّعتها ذنب . قال ٱبن عباس والضحاك وابن زيد : الذِّمة العهد . ومن جعل الإلّ العهد فالتكرير لاختلاف اللفظين . وقال أبو عبيدة مَعْمَر : الذمة التذمم . وقال أبو عبيد : الذمة الأمان في قوله عليه السلام : " ويسعى بذمتهم أدناهم " وجمع ذِمّة ذِمم . وبئر ذَمّة بفتح الذال قليلة الماء وجمعها ذِمام . قال ذو الرُّمّة : @ على حِمْيَرِيَّات كأنَّ عُيونَها ذِمامُ الرّكايا أنْكَزَتْها المَوَاتحُ @@ أنكزتها أذهبت ماءها . وأهل الذمة أهل العقد . قوله تعالى : { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ } أي يقولون بألسنتهم ما يُرضي ظاهره . { وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } أي ناقضون العهد . وكل كافر فاسق ، ولكنه أراد هٰهنا المجاهرين بالقبائح ونقض العهد .