Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 94, Ayat: 2-3)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } ، أي حططنا عنك ذنبك . وقرأ أنس « وحللنا ، وحَطَطْنَا » . وقرأ ابن مسعود : « وحللنا عنك وِقْرك » . هذه الآية مثل قوله تعالى : { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 2 ] . قيل : الجميع كان قبل النبوّة . والوِزْر : الذنب أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية لأنه كان صلى الله عليه وسلم في كثير من مذاهب قومه ، وإن لم يكن عبد صنماً ولا وثناً . قال قتادة والحسن والضحاك : كانت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ذنوب أثقلته فغفرها الله له . { ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } أي أثقله حتى سمع نقيضه أي صوته . وأهل اللغة يقولون : أنْقض الحِمل ظهر الناقة : إذا سمِعت له صريراً من شدة الحمل . وكذلك سمعت نقيضَ الرّحل أي صريره . قال جميل : @ وحتى تداعتْ بالنقيض حِبالُه وهَمتْ بَوانِي زَوْرِه أن تَحَطَّمَا @@ « بَوانِي زورِه » : أي أصول صدره . فالوِزر : الحِمل الثقيل . قال المحاسبِيّ : يعني ثِقل الوِزر لو لم يعف الله عنه . { ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } أي أثقله وأوهنه . قال : وإنما وصفت ذنوب الأنبياء بهذا الثقل ، مع كونها مغفورة ، لشدّة اهتمامهم بها ، وندمهم منها ، وتحسرهم عليها . وقال السُّدّي : « ووضعنا عنك وزرك » أي وحططنا عنك ثِقلك . وهي في قراءة عبد الله بن مسعود « وحططنا عنك وِقْرك » . وقيل : أي حططنا عنك ثقل آثام الجاهلية . قال الحسين بن الفضل : يعني الخطأ والسهو . وقيل : ذنوب أمتك ، أضافها إليه لاشتغال قلبه بها . وقال عبد العزيز بن يحيـى وأبو عبيدة : خففنا عنك أعباء النبوّة والقيام بها ، حتى لا تثقل عليك . وقيل كان في الابتداء يثقل عليه الوحي ، حتى كاد يرمي نفسه من شاهق الجبل ، إلى أن جاءه جبريل وأراه نفسه وأزيل عنه ما كان يخاف من تغير العقل . وقيل : عصمناك عن احتمال الوِزر ، وحفِظناك قبل النبوّة في الأربعين من الأدناس حتى نزل عليك الوحي وأنت مطهر من الأدناس .