Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 6-7)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } إلى آخر السورة . قيل : إنه نزل في أبي جهل . وقيل : نزلت السورة كلها في أبي جهل نهى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصلي في المسجد ويقرأ باسم الرب . وعلى هذا فليست السورة من أوائل ما نزل . ويجوز أن يكون خمس آيات من أوّلها أوّل ما نزلت ، ثم نزلت البقية في شأن أبي جهل ، وأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بضم ذلك إلى أوّل السورة لأن تأليف السور جرى بأمر من الله . ألا ترى أن قوله تعالى : { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } [ البقرة : 281 ] آخرُ ما نزل ، ثم هو مضموم إلى ما نزل قبله بزمان طويل . و « كَلاَّ » بمعنى حَقًّا إذ ليس قبله شيء . والإنسان هنا أبو جهل . والطغيان : مجاوزة الحد في العصيان . { أَن رَّآهُ } أي لأن رأى نفسه استغنى أي صار ذا مال وثروة . وقال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه ، قال : " لما نزلت هذه الآية وسمع بها المشركون ، أتاه أبو جهل فقال : يا محمد تزعم أنه من استغنى طغى فاجعل لنا جبال مكة ذهباً ، لعلنا نأخذ منها ، فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك . قال فأتاه جبريل عليه السلام فقال : « يا محمد خيِّرهم في ذلك فإن شاؤوا فعلنا بهم ما أرادوه : فإن لم يسلموا فعلنا بهم كما فعلنا بأصحاب المائدة » فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القوم لا يقبلون ذلك فكفَّ عنهم إبقاء عليهم " وقيل : « أَن رَآه اسْتغنَى » بالعشيرة والأنصار والأعوان . وحذف اللام من قوله « أن رآه » كما يقال : إنكم لَتَطْغَون إن رأيتم غِناكم . وقال الفراء : لم يقل رأى نفسه ، كما قيل قتل نفسه لأن رأى من الأفعال التي تريد اسماً وخبراً ، نحو الظن والحِسبان ، فلا يقتصر فيه على مفعول واحد . والعرب تطرح النفس من هذا الجنس تقول : رأيتني وحسبتني ، ومتى تراك خارجاً ، ومتى تظنك خارجاً . وقرأ مجاهد وحميد وقنبل عن ابن كثير « أن رأهُ اسْتَغنَى » بقصر الهمزة . الباقون « رآه » بمدّها ، وهو الاختيار .