Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 98, Ayat: 6-7)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ } « المشركين » : معطوف على « الَّذين » ، أو يكون مجروراً معطوفاً على « أهل » . { فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ } قرأ نافع وابن ذَكوان بالهمز على الأَصل في الموضعين من قولهم : بَرأ الله الخلق ، وهو البارىء الخالق ، وقال : { مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ } [ الحديد : 22 ] . الباقون بغير همز . وشدّ الياء عِوضاً منه . قال الفَرّاء : إن أُخذت البَرِيَّة من البَرَى ، وهو التراب ، فأصله غير الهمز تقول منه : بَرَاه اللَّهُ يبرُوه بَرْواً أي خلقه . قال القُشَيْرِيّ : ومن قال البَرِية من البَرَى ، وهو التراب ، قال : لا تدخل الملائكة تحت هذه اللفظة . وقيل : البَرِيَّة : مِن بَرَيْت القلمَ ، أي قَدَّرته فتدخل فيه الملائكة . ولكنه قول ضعيف لأنه يجب منه تخطئة من هَمَز . وقوله : « شَرٌّ البَرِيَّة » أي شر الخليقة . فقيل يحتمل أن يكون على التعميم . وقال قوم : أي هم شر البرية الذين كانوا في عصر النبيّ صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [ البقرة : 47 ] أي على عالَمي زمانكم . ولا يبعد أن يكون في كفار الأمم قبل هذا من هُو شر منهم مثل فرعون وعاقر ناقة صالح . وكذا « خَيْرُ البَرِيَّة » : إمّا على التعميم ، أو خير بَرِيةِ عصرهم . وقد استدل بقراءة الهمز من فضّل بني آدم على الملائكة ، وقد مضى في سورة « البقرة » القول فيه . وقال أبو هريرة رضي الله عنه : المؤمنُ أكرم على الله عز وجل من بعض الملائكة الذين عنده .