Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 15-15)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإَذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ } أَى عليكم يا أَهل مكة ، فجاءَ على طريق الالتفات من الخطاب فى قوله جعلناكم وتعملون إِلى الغيبة { آيَاتُنَا } القرآن مطلقا وقيل آيات التوحيد { بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } منهم كالخمسة المستهزِئين بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالقرآن { إِنا كفيناك المستهزئين } [ الحجر : 95 ] ، { الذين جعلوا القرآن عضين } [ الحجر : 91 ] عبدالله بن أُمية المخزومى والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبدالله بن أبى قيس العامرى والعاصى بن عامر بن هشام ، وإِسناد القول إلى الكل إِسناد إِلى المجموع ، لذا لم يقولوا كلهم ائْتنا بقرآن إلخ ، أو لرضى من لم يقل بقول القائِل ، واللقاءُ يكون بالبعث ، لا يخافون البعث ولا يرجون ثواباً لإِنكارهم إِياه ، وفى تتلى قبل التفات إِلى الغيبة أَى سكاكى لا جمهورى ومقتضى الظاهر ، وإِذا تتلو عليهم لقوله { ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرَ هَذَا } لأَنه خطاب له صلى الله عليه وسلم أَى بقرآن مغاير لهذا بنفى البعث وبعدم عيب آلهتنا اللات والعزى ومناة والقائِل بعض والباقون راضون { أَوْ بَدِّلْهُ } أَى أَوقع التبديل فى بعض بأَن تجعل مقام البعث انتفاءَه ، ومكان عيب الآلهة مدحها ومكان العذاب الرحمة ، ومكان الحلال الحرام قالوا ذلك استهزاءً أَو ليقولوا إِن طاوعهم بغير هذا القرآن أَو بالتبديل ، إِنك كاذب إِذ لو كان من الله لم تبدله لكن قد يولون لجهلهم إِن الله بدله أَو أَتى بغيره ، أَو كنوا بذلك عن أَنه منك فأْت بغيره من الله ، ولما كان ما صدق غير هذا وما صدق التبديل واحدا وهو التغيير ، وأيضاً امتناع التبديل يستلزم امتناع الإِتيان بغير هذا إِذ عدم القدرة على تبديل البعض يستلزم عدم القدرة على تبديله كله أَجاب بواحد فقال { قُلْ مَا يَكُونُ } يصح { لِى أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِى } ولم يقل أَو آتى بغيره ، ولكن لا مانع من تقديره وتلقاءَ مصدر لقى استعمل ظرف مكان بمعنى الجهة المقابلة ، والمراد هنا من قبل نفسى ، ويفسر أيضاً بالجانب ، ومن المصادر التى جاءَت على تفعال بالكسر تبيان وتهدار وتلعاب كتلقاء ، وأَما تمساح فاسم { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ } تعليل لقوله ما يكون أَى ما يكون لى أَن أُبدله من تلقاءِ نفسى لأَنى لا أَتبع إِلا ما يوحى إِلى ، فإِذا أُوحى بِإِسقاط آية أَو بعضها حكماً أَو تلاوة أَو تبديليها أَو بعضها فعلت ، وذلك نسخ من الله لا من تلقاءِ نفسى ، فلا تتوهموا أَن ما أَذكر من النسخ من عندى بل من عند الله ، فلا تقولوا بدل كما بدلت من قبل أَو أَسقط كما فعلت من قبل ، وقد ذم الله من فعل ذلك ، فويل للذين يكتبون الكتاب بأَيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ، وقال يحرفون الكلم وقال { إِنِّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى } بالتغيير أَو التبديل أَو الكتم ، فإِنه إِسقاط أَو غير ذلك من مخالفة الله عز وجل { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } هو يوم القيامة ، فقد استوجبتم العذاب العظيم بطلب ذلك منى .