Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 40-40)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِنْهُمْ } من أَهل مكة { مَّنْ يُؤْمِنُ بِهِ } بالقرآن بعد كفره به لقضاءِ الله له بالإِيمان ثم بعد الإِيمان به لا يدرى أَيموت موفيا أَو غير مُوفٍ أَم مرتدا { وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ } حتى يموت لقضاءِ الله عز وجل بذلك ، ويجوز أَن يكون المعنى ومنهم من يؤْمن به فى قلبه ويكفر به عنادا ويموت على ذلك أَو يموت تائِباً من الشرك موفياً أَو غير موفٍ ، ومنهم من لا يؤْمن به فى قلبه لعدم تدبره ، أَو المراد لا يؤمن فى المستقبل كما لم يؤمن فى الحال والماضى { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ } عنادا بعد الإِيمان فى القلب ، أَو إِصراراً على جهل أَو تقليد ، وهذا فى أَهل مكة بأَنه لا يخفى عنه إِفسادهم ، فهو يجازيهم عليه ، وأَعلم بمعنى عليم أَو باق على التفضيل ، فإِن علم الله يعم كل مفسد ولو ظهر لهم صلاحه ، ولا إِفساد أَعظم من إِفساد من خالف أَفضل الكتب وأَفضل الرسل وقد تحداهم بالقرآن { قل لئِن اجتمعت الإِنس والجن } [ الإِسراء : 88 ] وبعشر سور { قل فأْتوا بعشر سور } [ هود : 13 ] وبسورة { قل فأتوا بسورة } [ يونس : 38 ] وبحديث مثله { فليأتوا بحديث مِثْلِهِ } [ الطور : 34 ] الآيات ، ويجوز أَن تكون الآية فى أهل مكة وغيرهم ، وعلى الأَول فالمقام للإِضمار وأَظهر ليصفهم بالإِفساد وهو موجب للانتقام .