Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 58-58)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ } متعلق بجاءَ محذوفاً ، قل جاءَ ذلك بفضل الله وبرحمته ، دل عليه جاءَ المذكور ، أَو بيفرح محذوفاً دل عليه بفرح المذكور ، أَى قل ليفرحوا بفضل الله وبرحمته ، والمراد بالفضل والرحمة العموم ، وعن مجاهد هما القرآن ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " الفضل القرآن والرحمة جعلكم من أَهله " ، وفى معناه قول أَبى سعيد الخدرى وجماعة موقوفاً : فضل الله القرآن ورحمته الإِسلام ، وهو قريب مما فى الحديث ، وعن ابن عباس رضى الله عنهما : الفضل العلم والرحمة محمد صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى : { وما أَرسلناك إِلا رحمة للعالمين } [ الأنبياء : 107 ] وقيل : الفضل الجنة والرحمة النجاة من النار . { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } كرر للتأْكيد وحذف الأَول ولا حصر فيه ، والحصر فى الثانى بالتقديم للمفعول وإِن قدم أَفاد الحصر أَيضاً ، هكذا قل بفضل الله وبرحمته ليفرحوا ، والفاءَان عاطفتان هكذا ، فليعجبوا بذلك فليفرحوا به أَو صلتان ، وبذلك بدل من بفضل وبرحمته وبفضل متعلق بيفرح المذكور ، هكذا قل بفضل الله وبرحمته بذلك أَو بهما ليفرحوا ، والأُولى عاطفة والثانية صلة يتعلق بذلك بما بعدها ، هكذا فليفرحوا بذلك ، وقدم للحصر لا تفرحوا بالدنيا بل بذلك ، وإِذا لم تجعل فاءَ صلة فهى عاطفة سببية والإِشارة بذلك إِلى القرآن ، وأُجيز أَن يكون ذلك من باب الاشتغال باسم الإِشارة العائد إِلى الفضل والرحمة بتأْويل ما ذكر ، وتقديم الشاغل جائِز نحو زيد إِياه أَكرمت . واسم الإِشارة ظاهر وضع موضع المضمر إِشعاراً بعلو شأْن الفضل والرحمة . وقد شهر استعمال اسم الإِشارة رابطاً فلا غرابة فى هذا الإِعراب . والضمير فى يفرحون للمؤمنين { هُوَ } أَى ذلك المشار به إِلى الفضل والرحمة بتأْويل ما ذكر والفضل والرحمة وأُضمر لهما بتأْويل ما ذكر أَو المجىء المعلوم من جاءَ ، ولا يخفى أَن رد الضمير إِلى الأَقرب أَو إِلى من رده إِلى البعيد ولو كان رده إِلى البعيد لا يحتاج إِلى تأْويل ما ذكر ، لأَنه اجتمع فيه البعد وغير التصريح بالاسم . { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أَى مما يجمع الكفار من المال والجاه واللذائِذ ، ويجوز عود الواو للمؤمنين لأَن المؤمنين لا يخلون من جمع المال وحب الجاه بالطبع . @ تالله لو كانت الدنيا بأَجمعها تبقى علينا وما من رزقها رغدا ما كان من حق حر أَن يذل بها فكيف وهى متاع يضمحل غدا @@ وما يعدونه خيرا ليس بخير