Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 74-74)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ بَعَثْنَا } أَرسلنا { مِنْ بَعْدِهِ } بعد نوح { رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ } كل رسول إِلى قومه ، والمراد الذين قبل موسى لقوله تعالى ثم بعثنا إِلخ وإِضافة القوم للحقيقة ، فيصدق بأَقوام كقوم هود وقوم صالح وقوم إِبراهيم وقوم لوط ، والمراد بالرسل ما يشمل الأَنبياءَ بلا رسالة من إِطلاق الخاص وإِرادة العام { فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } المعجزات الواضحة فى نفسها وفى دلالتها على وضوح الرسالة والنبوة ، والمشهور فى نوح رسالته إِلى أَهل الأَرض كله وقيل لبعضها وهم أَهل دعوته ورجحه بعض واختار أَهل الصين ، إِن الصين لم يغرق وإِن الغرق لم يعم الأَرض وقيل عم من لم يرسل إِليه ، لأَنه تعالى له أَن يفعل ما شاءَ ، والصحيح الأَول إِلا أَنه روى أَنه بعد نزوله من السفينة سار فى الأرض فوجد قوماً لم يغرقوا ، فقال لهم : ما شأْنكم ، فقالوا : إِنا مسلمون . وما قلت فى دعائِك ؟ قال قلت : رب لا تذر على الأَرض من الكافرين دياراً . فقالوا : نحن لسنا كافرين . ولا يخفى أَنه نبى الكل بعد الغرق ضرورة فقيل إِجماعاً . قلت : لا ضرورة ولا إِجماع لذلك القوم الذين لم يغرقوا ، فإِن الظاهر أَنهم على الحق بدون نوح ، وعند قومنا المشهور اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم بالبعث إِلى الخلق كلهم على الإِطلاق بلا قيد وقد يقال أَنه بلغت إِلى الأَنبياءِ قبله ، الباءُ للمصاحبة أَو للتعدية ، وكأَنه قيل أَجاءَهم البينات الهاءُ لمفعول ثان مقدم أَى صير البينات جائِيتهم { فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا } اسم موصول ، والرابط هاءُ بعد أَو حرف موصول والهاءُ للحق { كَذَّبوا بِهِ مِن قَبْلُ } قبل بعث الرسل إِليهم لشدة شكيمتهم شدة تختص بالشقى ، والباءُ الأُولى للسببية ، والمعنى بسبب تعودهم تكذيب الحق ، وهى متعلقة بما النافية لأَن المعنى انتفى الإِيمان بسبب تكذيبهم الحق من قبل بعثة الرسل إِليهم ، وقيل واو كذبوا لقوم نوح { كَذَلِكَ نَطْبَعُ علَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِين } مثل ما ذكر من انتفاءِ إِيمانهم نطبع على قلوب المعتدين ، أَى نختم عليها ، وإِن شئْت فقل مثل ذلك الطبع على قلوبهم فلا تقبل الإِيمان لأَن القضاءَ بعدم الإِيمان طبع ، ويجوز أَن يراد بالمعتدين من ذكر قبل فشأْنه الإِضمار ، وأَظهر ليصفهم بالاعتداءِ المشعر بالانهماك فى الضلال واتباع المأْلوف ، وفى الآية أَن الأَفعال بقدرة الله وكسب العبد ، وهى مخلوقة لله عز وجل وليس تفسيرنا الطبع بالخذلان منافياً لقولنا إِن الأَفعال مخلوقة لله عز وجل .