Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 78-78)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُوا أَجِئْتَنَا } بما يقول من وجود الله وتوحيده أَو من توحيده ، وذلك رجوع إِلى التقليد بعد إِفحامهم وانتفاءِ جواب حق يقابلون به موسى عليه السلام { لِتَلْفِتَنَا } لتصرفنا ، والالتفات مطاوعة يقال لفته فالتفت كصرفه فانصرف ، ومنه قولنا التفت عن الخطاب إِلى الغيبة مثلا والتفت فى صلاته أَى لفتته نفسه من الخطاب فالتفت ، أَو لفته الشيطان فى الصلاة فالتفت ، وقد يتجاوز به إِلى قولك انتقل من الخطاب { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } من عبادة الأَصنام ومن عبادة فرعون فيمن وجد آباءَه يعبدونه ، فإِنهم ولو لم يعبدوه عبادة الأصنام لكن انقادوا لأَحكامه المخالفة للحق فذلك عبادة . لما نزل قوله تعالى : { اتخذوا أَحبارهم ورهبانهم } [ التوبة : 31 ] إِلخ ، قال عدى بن حاتم رضى الله عنه : يا رسول الله ما كنا نعبدهم . فقال " أَليس تقولون يحلون لكم ويحرمون ؟ " قال : نعم . قال : " ذلك عبادة " { وَتَكُون لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فى الأَرْضِ } التكبر على الناس والتعظم عليهم واستتباعهم ، أَو العظمة بالسلطنة التى تطلبانها ، وهى أَكبر ما يطلب من أَمر الدنيا ، والأَرض عامة أَو أَرض مصر ، أَفردوا موسى عليه السلام قبل هذا لأَنه المخاطب لهم وأَنه الأصل فى الرسالة ، ولأَنه المقصود بالإِغاظة ، وجمعه مع هارون هنا لأَن الكبرياءَ التى ادعوها هى له ولأَخيه وهى الغاية المطلوبة ومنتهى الأَمر . ويجوز أَن يراد بالكبرياءِ سببها وملزومها وفائِدة هذا المجاز الإِشارة إلى أَن المقصود بالملك الترفع على العباد والتبسط فى البلاد والكبرياءُ التكبر ، وفى الأَرض متعلق به أَو بتكون أَو باستقرار لكما أَو بلكما لنيابته عنه أَو بالمستتر فى لكما ، وما تقدم تعريض لأَنهم لا يؤْمِنُون وصرحوا به فى قوله تعالى عنهم : { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } مصدقين لكما فيما جئْتما به ، وقدم لكما للاهتمام بالإِعراض عنه * وللفاصلة ، وثنى فى قوله لكما مع أَنه أُفرد فى قوله أَجئْتنا لأَن دعوة موسى هى له ولأَخيه هارون وغايتها المقصودة أَن يؤْمنوا بهما .