Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 109, Ayat: 2-5)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القرآن مشتمل على الأمر والنهى وكل يتعلق بالقلب أو بالجارحة وذلك أربعة فكانت السورة بربع القرآن كما رواه الترمذى وأنس وفيه أن إذا زلزلت نصف وقل هو الله أحد ثلث والمعنى لا أعبد فى المستقبل ما تعبدون الآن من الأَصنام ولا أنتم عابدون فى المستقبل ما أعبد الآن وقبل وبعد فهو للاستمرار ولا أنا عابد فيما مضى ما عبدتم فيما مضى وما عبدتم فى وقت ما من الأَوقات ما أنا لم أزل عابداً له فى الماضى والحال والاستقبال ولم يعد طوافهم وحجهم وعمرتهم واستغفارهم عبادة لأَنها مصاحبة بالإشراك مخلوطة به ولا النافية مختصة بالاستقبال وما للحال لكن هذا غالب لا يطرد فقد تكون لا للحال ولا للاستقبال لقرينة ، وقيل لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد للاستقبال ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد للحال وعكس الزجاج وقيل لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد للماضى وما بعده للمستقبل ، وقيل لنفى ما اعتبره الكافرون وما بعده للنفى على العموم أى لا أعبد ما تعبدون رجاءَ أن تعبدوا الله تعالى ولا أنتم عابدون الله رجاءَ أن أعبد أصنامكم ولا أنا عابد أصنامكم لغرض ما ولا أنتم تعبدون الله لغرض ما أو المعنى ولا أعبد الأصنام التى تعبدون ولا أنتم عابدون الله هكذا وكأنهم قالوا نحن نعبد الله لكن مع غيره فقال ولا أنا عابد ما عبدتم … الخ ، أى ولا أنا عابد فى وقت ما الإله الحق الخالص الذى أعبده ، وهذا أنكى لهم من أن يقتصر على قوله لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد وعلى كل وجه لا تكرير فى الآية وذكر الله تعالى بلفظ ما اسماً موصولاً أو نكرة موصوفة إشارة إلى الصفة بل قد تكون ما للعالم بلا تأويل كما حكى عن سيبويه وقيل مشتركة بين العالم وغيره وضعا ، وقيل فى الأوليين بمعنى الذى أو نكرة موصوفة وفى الأُخريين مصدرية أى لا أعبد الذى تعبدونه أو إلهاً تعبدونه ولا أنتم عابدون الذى أعبده أو إلهاً أعبده ولا أنا عابد عبادتكم ، أى مثلها فى الشك أو الشرك ، لا أنتم عابدون عبادتى أى مثل عبادتى فى اليقين والتوحيد .