Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 102-102)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى } والإِشارة إِلى أَخذ غير أَخذ القرى المذكور ، وهو الأَصل لأَن الله جل وعلا لم يذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَخذ كل قرية أَخذها ، أَو أَراد ما ذكر فى غير هذه السورة ويحتمل أَن تكون الإِشارة إِلى الأَخذ المذكور بعد فتكون الكاف مقحمة للدلالة على فخامة شأْن المشار إِليه والتلويح إِليه كأَنه مشاهد ، ففى الوجه الأَول القرى غير المذكورة فى السورة وتنازع أَخذ وأَخذ فى القرى ، وأَعمل الأَول فى ضميرها وحذف لأَنه فضلة عمل فيه المهمل ، أَى وكذلك أَخذها ربك بإِسكان الخاءِ وضم الذال ورفع ربُّ على الفاعلية للأَخذ والاستقبال بإِذا على فرض أَنه صلى الله عليه وسلم سابق لأَخذ البعض متأَخر عن أَخذ البعض ، أَو إِذا بمعنى إِذ باسكان الذال أَو أراد القرى التى تهلك على يد أَمته بعده { وَهِىَ ظَالِمَةٌ } حال بين الله عز وجل أَن عاقبة ظلم النفس بالمعاصى وظلم الخلق وخيمة فى كل عصر فإِن لم تظهر فى الدنيا ظهرت فى الآخرة ، ولا يخفى أَن أَخذ القرى وظلمها أَخذ أَهلها وظلمهم على ما مر { إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } وجيع فى نفسه على التجوز الموجع بفتح الجيم كذلك أَو بكسرها شديد لعظمه ودوامه وحضوره بحيث لا يرجى دفعه ولا الخلاص منه ، ولا يتخلص ذلك بالأُمم السابقة ولا بأَهل الشرك كما قال أَبو موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أَن الله ليملى على الظالم حتى إِذا أَخذه لم يفلته ، ثم قرأَ صلى الله عليه وسلم : { وكذلك أَخذ ربك إِذ أَخذ القرى وهى ظالمة إِن أَخذه أَليم شديد } " فنقول يجب على الظالم أَن يقلع عن الظلم ويقضى التباعات .